المغرب يعيش ورطة ديمقراطية .. كيف فشلت الأحزاب التقليدية في قيادة المشهد السياسي؟
بدأ المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 2021 في التعرض لـ ورطة ديمقراطية حقيقية، تبرز من خلالها الحاجة الملحة للبحث عن بديل سياسي حقيقي يعالج إخفاقات الأحزاب التقليدية ويعيد الثقة إلى الجمهور.
تحليل أسباب الورطة الديمقراطية والانتقاد لأداء الأحزاب السياسية
يرى الأمين العام للحزب المغربي الحر، إسحاق شارية، أن الفشل في المشهد السياسي الحالي يعود إلى استغلال بعض القيادات المنتخبة مواقعها من أجل تحقيق مكاسب شخصية، ما تسبب في زعزعة العملية الديمقراطية؛ حيث استُخدم المال بشكل مفرط في الحملات الانتخابية واستفاد البعض من تضارب المصالح وتجارة الممنوعات، وهو ما يهدد أساس الديمقراطية ويقوض نُبل التمثيل السياسي ويجعل البحث عن بديل سياسي حقيقي ضرورة ملحة للمرحلة القادمة.
استراتيجية الحزب المغربي الحر لمراقبة الانتخابات وتحدي الطالبي العالمي
من خلال موقفه الحاد، أعلن شارية تحدياً مباشراً لإدريس الطالبي العالمي بالترشح ضده في مدينة تطوان، مؤكداً أن منع المال في الانتخابات لا يتحقق عملياً؛ إذ صرح أن الحزب سيعتمد على تشكيل لجان من المناضلين مزودة بأحدث التقنيات لمراقبة سير الحملات الانتخابية بشكل مباشر أمام أعين الإعلام، مما يعكس اهتمام الحزب المغربي الحر بالشفافية ويعزز فرص تنامي همّ البحث عن بديل سياسي حقيقي قادر على تغيير الواقع السياسي.
الدعوة لتعديلات دستورية كجزء من الحل السياسي المستدام
يشدد شارية على أهمية القيام بتعديلات دستورية شاملة بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على دستور 2011، مع التركيز على:
البند الدستوري | المطالب الأساسية |
---|---|
الفصل 28 – حرية التعبير | تعزيز ضمانات حرية التعبير ومواجهة التهديدات، خاصة ما يتعلق بإغلاق المواقع والبودكاست. |
الفصل 47 – تشكيل الحكومة | زيادة المرونة في تشكيل الحكومة وإعطاء جلالة الملك صلاحية اختيار رئيس حكومة بديل في حالة الفشل. |
الفصل 110 – استقلالية النيابة العامة | مراجعة أو تعزيز استقلالية النيابة العامة عبر إدخال أدوار رقابية إضافية لضمان نزاهتها. |
هذا الطرح يعكس وعي الحزب بحاجة البلد لتطوير القوانين الأساسية بما يضمن استقرار العملية الديمقراطية ويدعم البحث عن بديل سياسي حقيقي يعبر عن إرادة الشعب ويعالج الثغرات القانونية.
تطورات اندماج الحزب المغربي الحر وتعزيز مكانته السياسية
من ناحية أخرى، أعلن شارية تلقّي الحزب المغربي الحر طلب اندماج رسمي من حزب القوات المواطنة، الذي كان يرأسه الراحل عبد الرحيم الحجوجي، بالإضافة إلى اهتمام أحزاب أخرى بالانضمام، ما يعزز من قوة الحزب ويكرس مكانته كنقطة جذب للأحزاب والمؤسسات السياسية الباحثة عن طريق جديد؛ وهو دليل ملموس على أن البحث عن بديل سياسي حقيقي لم يعد خياراً بل ضرورة ملحة في المشهد المغربي.
وفي ظل التزام وزير الداخلية بمحاربة الفساد الانتخابي وتبني بعض مقترحات الحزب، ينطلق الحزب نحو المستقبل بثقة كبيرة، معتبراً مؤتمره الوطني فرصة لإعادة تشكيل قوة سياسية ذات مصداقية، حيث حضر ممثلون عن أحزاب سياسية وسفراء أجانب، كان على رأسهم سفير دولة فلسطين، تعبيراً عن تضامن الحزب مع القضايا العادلة.
يبرز بوضوح أن المشهد السياسي المغربي يمر بتحولات عميقة، وورطة ديمقراطية حقيقية تكشف الحاجة لتجديد النخب وتحسين القوانين وتعزيز آليات المراقبة والشفافية، وهذا ما يضع البحث عن بديل سياسي حقيقي في مقدمة أولويات الأحزاب الوطنية الفاعلة.