الفضة تلمس أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا مع تراجع الدولار وترقب خفض الفائدة
شهدت أسعار الفضة العالمية والمحلية تقلبات ملحوظة خلال أواخر الأسبوع، إذ سجلت المعدن النفيس ارتفاعًا قرب أعلى مستوى له في 14 عامًا وسط ضغوط الدولار الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة التي تثير اهتمام المستثمرين على نطاق واسع، مما يعكس هذه الحالة من التذبذب في السوق.
تحليل أسعار الفضة العالمية والمحلية وسط ضغوط الدولار
سجّل جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلية نحو 52 جنيهًا، بينما بلغ عيار 999 حوالي 65 جنيهًا، وعيار 925 قرب 60 جنيهًا، أما جنيه الفضة (925) فقد استقر عند 480 جنيهًا دون تغيير يُذكر؛ وعلى الصعيد العالمي، هبط سعر الأوقية إلى حوالي 38.27 دولارًا بعد أن وصلت مؤخرًا إلى 39 دولارًا، وهو أعلى مستوى للفضة منذ أكثر من عقد. ويأتي هذا التراجع في الأسعار وسط استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي لأربعة أيام متتالية، مدعومًا بضعف اليورو ومخاوف متصلة بانهيار الحكومة في فرنسا، ما شكل ضغطًا كبيرًا على الفضة التي تتأثر بقوة بسوق العملات.
توقعات السوق وتأثير الفائدة على أسعار الفضة كملاذ آمن
يظل المعدن الأبيض محل متابعة حثيثة من قِبل المستثمرين، خصوصًا مع صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) التي تُعد مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي وتحدّد توجهات رفع أو خفض سعر الفائدة في الاجتماعات القادمة، خاصة سبتمبر. يرى المحللون أن الفضة قد تجد دعمًا عند مستويات 37.50 دولارًا للأوقية إذا استمر الدولار في الارتفاع، رغم أن الاتجاه العام للسعر لا يزال صعوديًا منذ بداية العام الحالي. كما تؤكد التوقعات أن إجراءات خفض الفائدة عالميًا من شأنها تعزيز جاذبية المعادن النفيسة، غير أن الفضة تتميز أيضًا بطابع صناعي، إذ يتأثر الطلب عليها بدورات النمو الاقتصادي، مما يزيد من تعقيد تحركاتها السعرية.
دور المغرب والاستثمارات السيادية في تعزيز مكانة الفضة بالمنطقة
على الصعيد الإقليمي، يبرز المغرب كقائد في إنتاج واستهلاك الفضة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يستحوذ على 95% من الإنتاج بإجمالي 7800 طن في عام 2024، ويهيمن على السوق الاستهلاكية بنسبة 86% بما يعادل 2700 طن؛ غير أن قيمة الصادرات الإقليمية شهدت تراجعًا إلى 13 مليون دولار بسبب انخفاض أسعار التصدير. أما في الجانب الاستثماري، فقد كشف تقرير هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) عن ضخ البنك المركزي السعودي نحو 40.4 مليون دولار في صناديق مؤشرات متداولة ترتبط بالفضة، أبرزها iShares Silver Trust (SLV) بقيمة 30.5 مليون دولار وGlobal X Silver Miners ETF (SIL) بقيمة 9.8 مليون دولار خلال الربع الثاني من 2025. يشير هذا التحرك إلى توجه نحو تنويع الأصول في صناديق الثروة السيادية، رغم أن ذلك لا يعني بالضرورة اعتبار الفضة أصلًا احتياطيًا نقديًا كما هو الحال مع الذهب.
المعدن | الاستثمار (مليون دولار) | الربع |
---|---|---|
iShares Silver Trust (SLV) | 30.5 | الثاني 2025 |
Global X Silver Miners ETF (SIL) | 9.8 | الثاني 2025 |
بينما تدرس بنوك مركزية عدة إدخال الفضة ضمن احتياطياتها، حذّر خبراء مؤتمر LBMA 2024 من تقلبات الفضة الشديدة التي قد تمنعها من أن تصبح أصلًا نقديًا رئيسيًا، إلا أن روسيا أعلنت رسميًا خططًا لشراء الفضة بقيمة 535 مليون دولار خلال ثلاث سنوات لتعزيز مخزونها من المعادن النفيسة. تتقلب أسعار الفضة باستمرار بين تأثير الدولار القوي والاضطرابات السياسية، حيث تُعتبر معدنًا ملاذًا آمنًا ومتزايد الأهمية بين المستثمرين، خصوصًا مع دخول صناديق الثروة السيادية على الخط، ما يجعلها من أبرز الأصول الاستراتيجية في عالم المعادن النفيسة.