تحديات جديدة.. نظام بصمة حضوري يفرض 35 ساعة إجبارية ويكسر موازين التعليم السعودي
يعمل نصف مليون معلم في السعودية الآن وفق نظام البصمة الإلكترونية الذي يفرض عليهم الالتزام بـ35 ساعة أسبوعياً داخل المدارس، موزعة على خمسة أيام عمل، وهو تغيير أثّر بشكل جذري على حياتهم المهنية ويعيد تشكيل واقع التعليم في المملكة. تطبيق هذا النظام جاء في إطار التحول الرقمي الذي تسعى له وزارة التعليم، لكن أثار جدلاً واسعاً بين المعلمين والمهتمين بالشأن التربوي.
تأثير نظام البصمة الإلكترونية على واقع المعلمين السعوديين
أدى اعتماد نظام البصمة للحضور في المدارس السعودية إلى فرض جهد أكثر انتظاماً على المعلمين، حيث يُطلب منهم الالتزام بساعات محددة وفق جدول صارم، مما أدى إلى إغلاق 30 إدارة تعليمية وعودة بعض المشرفين التربويين للتدريس، وهو ما يعكس حجم التغيير الكبير والضغط التنفيذي لهذا النظام الجديد؛ إذ يرى بعض المعلمين أن مهنة التدريس تتطلب معاملة خاصة تختلف عن مهن أخرى، خاصة في ظل التحديات التي تواجههم يومياً، لاسيما في المناطق النائية التي تواجه صعوبات في تطبيق هذا النظام بسبب قلة البنية التحتية والاعتماد على الهواتف الشخصية لتسجيل الحضور.
أهداف وقصص نجاح تطبيق نظام البصمة في المدارس السعودية
تسعى وزارة التعليم من خلال تطبيق البصمة الرقمية إلى دعم استراتيجية التحول الرقمي ومحاربة البطالة المقنعة، بالإضافة إلى تعزيز الحوكمة الإلكترونية وتحسين الانضباط في بيئة العمل المدرسي، بعدما تم تطبيق النظام بنجاح مع الطلاب؛ ويُظهر النظام فعالية واضحة في رفع نسب الالتزام، حيث يشعر أولياء الأمور بتحسن واضح، بينما تثق إدارة المدارس في دور النظام بتحسين الأداء والتقليل من التجاوزات. غير أن هذا النجاح لا يخلو من انتقادات المعلمين الذين يرون أن النظام لا يعكس تماماً جوانب الإبداع والشغف التي تميز التعليم، ويستنكرون شعورهم بعدم الثقة في مهنتهم.
تحديات مستقبلية لنظام البصمة الإلكترونية وفرص تطويره في التعليم السعودي
ينطوي تطبيق نظام البصمة على تحديات ملموسة تتطلب حلولًا عملية، ومنها الحاجة إلى إعادة توزيع المعلمين بشكل عادل، وتحسين البنية التحتية للمدارس، خصوصاً في المناطق النائية التي تعاني من ضعف الخدمات التقنية؛ كما يستدعي الأمر مراعاة خصوصية المهنة ومزاج المعلمين، لأن ضبط الحضور بصرامة دون مرونة قد يثقل كاهل الكوادر التعليمية. بالنسبة للمستقبل، يبقى النظام فرصة لتطوير جودة التعليم إذا تم التوفيق بين الانضباط والتفهم، ليكون معياراً يعكس فعلاً التزام المعلمين ويضمن بيئة تعليمية مستدامة تشجع على الإبداع والشغف.
النظام | عدد الساعات الأسبوعية | عدد أيام العمل | تأثير النظام |
---|---|---|---|
نظام البصمة الإلكترونية | 35 ساعة | 5 أيام | زيادة الانضباط – إغلاق 30 إدارة تعليمية – عودة المشرفين للتدريس |
النظام التقليدي | غير محدد بدقة | مرونة أكثر | قلة تنظيم – بطالة مقنعة – اعتماد ضعيف على الحوكمة الإلكترونية |