قطاع العقارات .. هل يواجه خطر الفقاعة مع زيادة الطلب الكبير؟

شهد قطاع العقارات في مصر نموًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث أصبحت الرقمنة والإدارة الذكية من العناصر الأساسية التي تعزز هذا التطور، ما يعكس حالة الطلب القوي الذي يفوق العرض المتاح. يبرز هذا التوجه كعامل رئيسي في تحسين جودة الخدمات وتحقيق استدامة في السوق العقاري.

أهمية الاتجاه نحو العقارات الذكية في تطوير السوق العقاري

أوضح هشام مهران، الرئيس التنفيذي لشركة أورنج مصر، أن التحول نحو العقارات الذكية لم يعد رفاهية بل ضرورة حتمية؛ حيث يتم التعاون مع مطورين عقاريين رائدين مثل الأهلي صبور لتحويل المنازل والمكاتب إلى وحدات ذكية تركز على الأمان والكفاءة والاستدامة. وأشار مهران في معرض Cityscape Egypt إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة، بل أضحت عنصرًا جوهريًا يضيف قيمة استثمارية كبيرة؛ فالمنازل الذكية تضمن أمان المستخدمين، توفر رفاهية حقيقية، وتدعم الاستخدام الرشيد للطاقة. وأشار إلى حلول عملية مثل إدارة المنزل عن بُعد، واستخدام تقنيات مثل QR Code والأقفال الذكية (Smart Lock) التي تتيح التحكم الكامل حتى في غياب أصحاب العقار، مما يعكس التطور الواقعي لهذه التكنولوجيا.

الطلب المرتفع على الوحدات السكنية وانعكاسه على سوق العقارات في مصر

ينفي المهندس أحمد صبور، خلال مشاركته في معرض Cityscape، وجود أية فقاعة عقارية في مصر، مشيرًا إلى اختلاف السوق المصري الذي يشهد طلبًا يفوق المعروض بشكل مستمر؛ إذ تحتاج مصر سنويًا إلى نحو مليون وحدة سكنية بينما يتم بناء حوالي 650 ألف وحدة فقط، ما يخلق فجوة كبيرة في العرض. وأوضح صبور أن صادرات العقار المصري شهدت طفرة كبيرة، حيث ارتفعت من 500 مليون دولار قبل عامين إلى 1.6 مليار دولار حاليًا، مع توقعات تجاوز صادرات العقار 4 مليارات دولار سنويًا قريبًا. ومن الجدير بالملاحظة أن الطلب يشمل شرائح متنوعة من الإسكان المتوسط إلى الوحدات الفاخرة التي تتراوح أسعارها بين 7 و8 ملايين جنيه، مع وجود اهتمام متزايد من المستثمرين الخليجيين والأوروبيين.

توسع الاستثمارات وتوزع المشاريع العقارية في مختلف المناطق المصرية

يؤكد المهندس أحمد صبور أن التطوير العقاري لم يقتصر على القاهرة الكبرى فقط، بل امتد ليشمل الأقاليم مثل المنصورة والمحلة، إضافة إلى مشروعات كبرى في الساحل الشمالي الذي شهد تحولًا استثماريًا لافتًا خلال العقد الماضي. كما شهدت مناطق البحر الأحمر والمدن الجديدة مثل زايد الجديدة والتجمع السادس اهتمامًا كبيرًا من المطورين والمستثمرين. ومن جانبها، تؤكد نيرمين مجدي، العضو المنتدب لشركة بروبرتي فايندر مصر، أن البيانات والتحليلات الرقمية تلعب دورًا محوريًا في فهم توجهات السوق العقاري، مما يمكّن المستثمرين والمطورين من اتخاذ قرارات مدروسة وحساب الفرص بشكل أفضل.

تبرز أهمية التحول الرقمي في قطاع العقارات كعامل جوهري ليس فقط في تحسين جودة الخدمات ومواكبة التطورات التقنية، بل أيضًا في زيادة جاذبية السوق المصري أمام المستثمرين المحليين والأجانب. ويشهد السوق اهتمامًا متناميًا يعكس وجود فرص حقيقية للنمو المستدام في ظل الطلب المتزايد والذي يتجاوز المعروض بشكل مستمر.