آفاق واعدة.. التعاون التعليمي والبحثي بين سوريا والسعودية يعزز المستقبل الأكاديمي

تعزيز التعاون بين سوريا والمملكة العربية السعودية في التعليم العالي والبحث العلمي يمثل خطوة مهمة نحو تطوير الجامعات السورية والاستفادة من الخبرات السعودية المتقدمة، لا سيما عبر شراكات فعالة مع جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة. هذا التعاون يفتح آفاقًا واسعة للنهوض بالقطاع الأكاديمي وتحقيق تطور مستدام يتماشى مع المتطلبات العالمية.

آفاق التعاون في التعليم العالي مع جامعة الملك سعود لتطوير الجامعات السورية

شهد اللقاء بين وزير التعليم العالي السوري مروان الحلبي ورئيس جامعة الملك سعود المكلف علي بن محمد مسملي بحثًا معمقًا حول سبل تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات السورية وجامعة الملك سعود، مع التركيز على تبادل الخبرات وأعضاء الهيئة التدريسية؛ ما يسهم في رفع جودة التعليم وتطوير المهارات الأكاديمية بشكل مستمر. تم الاتفاق على إطلاق برامج جامعية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بما يتماشى مع متطلبات التحول الرقمي العالمي، فضلاً عن تعزيز الشراكة في المجال الطبي بين كلية الطب بجامعة الملك سعود والمستشفيات الجامعية السورية. تتضمن الزيارة الميدانية الاطلاع على مرافق الجامعة الصحية الحديثة، مثل مخابر المحاكاة المتطورة وأكبر مستشفى لطب الأسنان عالميًا، الأمر الذي يعزز فرص التدريب العملي والتأهيل الطبي.

كما شُرع في بحث كيفية الاستفادة من تجربة جامعة الملك سعود في تحسين تصنيف الجامعات وتعزيز الاعتمادية الأكاديمية، ما يدعم تطوير التعليم السوري وفق معايير دولية رصينة؛ إلى جانب استعراض آليات إعادة البناء التنظيمي والقانوني في التعليم العالي السوري من خلال تبني خبرات الحوكمة الجامعية السعودية. يضاف إلى ذلك التركيز على تعزيز قدرات التحول الرقمي وبنية المؤسسات التعليمية السورية التحتية، إلى جانب سبل تطوير الموارد المالية لضمان استدامة الجامعات وتحقيق استقلاليتها المالية على المدى الطويل.

تعزيز التعاون الأكاديمي وتمكين المرأة بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة لتطوير الجامعات في سوريا

ركزت زيارة وزير التعليم العالي إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على تعزيز التعاون الأكاديمي مع تركيز خاص على تمكين المرأة في التعليم العالي والبحث العلمي، حيث جرى اجتماع مع رئيستها المكلفة فوزية بنت سليمان العمرو لمناقشة تطوير البرامج التعليمية والمبادرات الداعمة لمشاركة النساء في هذا المجال. تم الاتفاق على الإشراف المشترك على الدراسات العليا، مما يتيح للباحثات من كلا البلدين استفادة متبادلة من الخبرات الأكاديمية المتقدمة.

كما تناول التعاون المشترك تطوير مختبرات المحاكاة وتبادل الخبرات في التقنيات التعليمية الحديثة داخل الكليات الصحية ومراكز الأبحاث، بهدف دعم التطوير في مجالات الطب والصحة العامة. تشمل الاتفاقيات أيضًا تبادل المنح الطلابية وتنظيم الدورات التدريبية لهيئات التعليم، مع ترسيخ الهوية الأكاديمية وتعزيز سمعة الجامعات السورية على الصعيد الدولي، ما يسهم في خلق بيئة تعليمية متطورة وجاذبة.

شراكات بحثية وتطوير مهارات العلوم الصحية مع مركز أبحاث جامعة الملك سعود

في إطار تعزيز التعاون البحثي، بحث وزير التعليم العالي السوري مروان الحلبي مع رئيسة مركز أبحاث العلوم الطبيعية الصحية بجامعة الملك سعود، عبير التميمي، سُبل تطوير البحث العلمي في مجالات العلوم الصحية وتأسيس شراكات بحثية تخدم الأولويات التنموية السورية. جاء ذلك بعد زيارة ميدانية لمركز المهارات والمحاكاة الطبية للاطلاع على أحدث التقنيات التعليمية التي تدعم جودة التدريب العملي وبناء القدرات الطبية للطلاب; كما نوقشت السُبل التي تضمن تطوير الكفاءات الطبية بمشاركة مدير المركز عبد الحكيم العبيد لتوفير تعليم طبي متقدم.

تعاون مستدام مع هيئة تقويم التعليم السعودية لتحسين جودة التعليم العالي في سوريا

توج التعاون بين سوريا والمملكة العربية السعودية زيارة وزير التعليم العالي السوري إلى هيئة تقويم التعليم السعودية، حيث التقى الدكتور خالد بن عبد الله السبتي وتم الاتفاق على برنامج شامل لتأهيل الكوادر التعليمية من خلال أكاديمية تدريب المقومين (ToT)، مع تطوير معايير اعتماد برامج الدراسات العليا وتصميم بطاقات أداء للمؤسسات التعليمية. شمل التعاون أيضًا استخدام الخرائط التفاعلية لنمط غرفة التحكم في التعليم العالي، إلى جانب تشكيل لجنة تواصل لتعزيز تبادل الخبرات وتنظيم دورات تدريبية متخصصة. تبرز هذه الخطوات كجزء من استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة التعليم العالي السوري وجعله أكثر توافقًا مع المعايير الدولية.

يرتكز التعاون بين سوريا والمملكة العربية السعودية في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي على رؤية استراتيجية تدفع نحو تطوير الجامعات السورية، والارتقاء بالمستوى الأكاديمي والمهني، مع الاستفادة من التجارب السعودية الناجحة في التطوير المؤسسي والتحول الرقمي وتمكين الموارد البشرية. ويهدف هذا التعاون إلى بناء منظومة تعليمية متطورة تلبي تطلعات الأجيال القادمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.