ارتفاع طفيف .. أسعار الذهب تتفاعل مع تصريحات الاحتياطي الفيدرالي وتثير قلق المستثمرين

ارتفع سعر الذهب أمس ليقترب من ذروته السابقة مسجلاً نحو 3775 دولاراً للأونصة، وسط متابعة دقيقة لتصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتوترات جيوسياسية متصاعدة مع روسيا، مما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم تحركاتهم في السوق. يعتبر سعر الذهب حالياً من أبرز المؤشرات لتقلبات الأسواق المالية في ظل الأوضاع العالمية الحالية.

تحليل حركة سعر الذهب وسط تصريحات الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية

شهد سعر الذهب ارتفاعاً طفيفاً في الأيام الأخيرة، ليقترب من ذروته السابقة بفارق لا يتجاوز 20 دولاراً للأونصة، وهو ما يعكس تأثير تصريحات جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي أشار إلى وجود “مخاطر” في سوق العمل والتضخم، دون ميل واضح لاتخاذ خفض جديد في أسعار الفائدة خلال أكتوبر. في الوقت نفسه، حذرت ميشيل بومان، الحاكمة في البنك، من إمكانية تسريع التيسير النقدي مع تراجع زخم العمالة، وهو ما يعزز الطلب على سعر الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين.

العوامل المؤثرة في صعود سعر الذهب والفضة خلال 2024

يعتبر ارتفاع سعر الذهب والفضة إحدى أبرز نتائج عدة عوامل تجمع بين السياسات النقدية والظروف الاقتصادية العالمية؛ إذ يظل خفض الفائدة الأخير من البنك الفيدرالي أحد المحركات الرئيسة، بالإضافة إلى تزايد الطلب من البنوك المركزية على الذهب، لا سيما بعد الكشف عن دراسة صينية لتحمل دور أكثر فاعلية في مراقبة احتياطيات الذهب السيادية الأجنبية. هذا فضلاً عن التدفقات القوية للصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب، والتي سجلت أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، متضمنة زيادة بحوالي 400 طن في الحيازات خلال هذا العام.

تأثير التوترات السياسية على سعر الذهب وتوقعات الأسواق المستقبلية

على الجانب الجيوسياسي، تزيد التصريحات الحادة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الذي طالب دول الناتو بالتعامل بحزم مع الطائرات الروسية التي تهدد أجواءها، من حالة التوتر العالمية، ما يعزز مكانة سعر الذهب كملاذ استثماري. بالموازاة مع ذلك، يترقب المستثمرون صدور مؤشر الإنفاق الشخصي الاستهلاكي في الولايات المتحدة، الذي يعد المؤشر المفضل لدى الفيدرالي لمراقبة مستويات التضخم، حيث تشير التقديرات إلى تباطؤ نمو المؤشر مؤخراً، الأمر الذي قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة مجدداً ويدعم بقاء الذهب في حالة صعود مستمرة.

تؤكد هذه التطورات والتوقعات أن سعر الذهب لا يزال يتفاعل بحساسية مع التحولات الحاصلة، سواء على صعيد السياسات النقدية أو الجغرافيا السياسية؛ ما يجعله أداة مهمة لتحوط المستثمرين من تقلبات السوق؛ ويظل المعدن الأصفر يشهد طلباً متزايداً مدعوماً بأفق غير مستقرة تستدعي الحذر والمراقبة المستمرة.