توقعات مهمة.. إلى أين يتجه الذهب بعد تجاوز سعر الجنيه حاجز الـ 40 ألفًا وتأثير ذلك على السوق؟

شهد سعر الجنيه الذهب في السوق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا حيث تجاوز حاجز 40 ألف جنيه، وسط تقلبات ملحوظة في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا نتيجة عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية مؤثرة. ويركز المستثمرون على متابعة تطورات السوق ومستجدات السياسة النقدية الأمريكية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

تطورات سعر الجنيه الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 50 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 5100 جنيه، فيما سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5829 جنيهًا، وعيار 18 وصل إلى 4371 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 3400 جنيه، وقد استقر سعر الجنيه الذهب عند 40800 جنيه بعد قفزات مستمرة خلال الأيام الماضية. على المستوى العالمي، صعدت أوقية الذهب بنحو 42 دولارًا لتسجل 3785 دولارًا بعد أن بلغت ذروتها عند 3791 دولارًا، وذلك وسط بيانات اقتصادية متباينة ومؤشرات على احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر القادمة.

العوامل المؤثرة على سعر الجنيه الذهب والطلب العالمي على المعدن

تتأثر أسعار الذهب محليًا وعالميًا بعدة عوامل مجتمعة منها توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، حيث تشير مؤشرات السوق مثل CME FedWatch إلى احتمال خفضين إضافيين في سعر الفائدة، أحدهما في أكتوبر واحتمالية أخرى في ديسمبر، ما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. وتتصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا والناتو والحالة المتوترة في الشرق الأوسط، ما يزيد من توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن للحفاظ على أموالهم وسط عدم اليقين. توقُّعات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتحركات المحافظ الجديد ستيفن ميران نحو دعم التيسير النقدي يعززان احتمالية استمرار ارتفاع سعر الجنيه الذهب مع تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته.

تدفقات الاستثمار المؤسسي وتأثير التوترات الجيوسياسية على سعر الجنيه الذهب

سجلت حيازات صندوق SPDR Gold Trust زيادة بنسبة 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يعكس زيادة الطلب المؤسسي على الذهب. في الأسواق الهندية، تجدد الطلب رغم ارتفاع الأسعار المحلية، حيث بلغ أقساط الذهب مستويات قياسية خلال موسم الأعياد، مما يدل على مرونة الطلب الاستهلاكي. التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، واتهامات متبادلة بشن هجمات خارجة عن السيطرة، وكذلك تصاعد التصعيد العسكري بين إسرائيل وحماس، تدعم الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا يقينيًا في ظل المخاطر المتزايدة. تتفاعل هذه العوامل مجتمعة لتوفير بيئة داعمة سعريًا للذهب، ما يجعل أسعار الجنيه الذهب تتعزز متجاوزة حاجز 40 ألف جنيه وتبقى في وضعية صعود مستمرة خلال الفترة المقبلة.

يتوقع أن يظل سعر الجنيه الذهب متأثراً بقرارات السياسة النقدية الأمريكية بالإضافة إلى تداعيات التوترات الجيوسياسية المستمرة، حيث قد تؤدي إشارة واضحة إلى التيسير النقدي أو انخفاض بيانات التضخم إلى دفع الأسعار للارتفاع مجددًا، مع بقاء الزخم نحو مستويات قياسية جديدة في الأفق القريب.