الساعات الضائعة.. السهر والقلق والهاتف تستنزف طاقات الشباب بشكل مقلق

الشباب الذين يفضلون السهر ليلاً يواجهون خطرًا متزايدًا في تطوير علاقة إشكالية مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، لما لها من تأثير مباشر على صحتهم النفسية وسلوكياتهم اليومية. هذا الاستخدام غير المتوازن يرتبط بالقلق عند الابتعاد عن الهاتف، وتجاهل المسؤوليات، والتحقق المستمر من الإشعارات، بما يعكس نمط إدمان متكرر وملحوظ.

كيف يؤثر السهر على استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل إشكالي

تشير الدراسات إلى أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يرتكز على الاستخدام المفرط وغير المنتظم الذي يتعارض مع النشاطات الحياتية المعتادة، خصوصًا لدى الفئة العمرية بين 8 و25 عامًا. فالشباب المسائيون عادة ما يستخدمون الهواتف كوسيلة لمواجهة مشاعر الوحدة والقلق، وهذا الاستخدام يتحول إلى استراتيجيات تكيّف غير فعّالة تخفف مؤقتًا من الضغط النفسي، لكنها في الوقت نفسه تعزز الشعور بالانفصال الاجتماعي وزيادة التوتر، فتتعمق دائرة الألم النفسي لديهم.

دور الانزعاج العاطفي في تعميق الإدمان على الهواتف الذكية ووسائل التواصل

لا يقتصر الأمر على توافر التكنولوجيا فحسب، بل يلجأ هؤلاء الشباب إلى الهواتف الذكية بغرض التخفيف من الانزعاج العاطفي الذي يعانونه، حسب تقرير “مديكال إكسبريس”. ولكن الحلول السطحية لهذا الانزعاج غالبًا ما تقود إلى نتائج عكسية؛ حيث تتفاقم حالات القلق والاكتئاب، ويرتبط ذلك بارتفاع معدلات العزلة والوحدة بينهم. تدهور الصحة النفسية يدعو إلى ضرورة تطوير استراتيجيات تدخّل تراعي هذه الجوانب النفسية والاجتماعية، خصوصًا أن المشكلات تبدو أكثر وضوحًا لدى الشباب الذين يسهرون لوقت متأخر والذين يعانون من هذه الإشكاليات بشكل أكبر.

التحديات الاجتماعية وأثرها على العلاقة مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي

توضح الدكتورة آنا-ستينا والينهيمو، من جامعة بورتسموث، أن الشباب الذين ينشطون في الليل غالبًا ما يعانون من عدم الانسجام الاجتماعي، ما يجعلهم يشعرون بالوحدة والقلق المتكرر. وهذا الشعور يدفعهم إلى استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي كعامل تكيّف، إلا أن الاعتماد المفرط يزيد الأمور سوءًا بدلاً من تحسينها. تتشكل حلقة مفرغة تربط بين الانفصال الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا بشكل مفرط، مما يجعل من الضروري تبني سياسات ودعم نفسي مخصص لهذه الفئة لتخفيف معاناتهم.

  • زيادة الوعي بخطورة الاستخدام الإشكالي للهواتف الذكية لدى شباب السهر
  • توفير دعم نفسي متخصص يركز على تحسين الرفاهية العاطفية
  • تطوير برامج الوقاية المبكرة تستهدف الفئات العمرية الأكثر عرضة للتأثر
  • تشجيع الأنشطة الاجتماعية التي تعزز الانسجام وتقلل العزلة

يبقى من الواضح أن استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط لدى الشباب الذين يسهرون ليلاً ليس مجرد مسألة عادات، بل هو انعكاس لصراعات عاطفية واجتماعية تحتاج إلى تدخل متوازن يحافظ على صحتهم النفسية ويحد من تبعات هذا الاستخدام الإشكالي.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة