إهمال صلاح ومباراة هالاند تؤكد نظرية ريال مدريد في الكرة الذهبية .. الحفل لم يعد كما كان
تراجع بريق جائزة الكرة الذهبية في السنوات الأخيرة بات واضحًا بشكل متزايد، لا بسبب انخفاض قيمتها الفنية، بل نتيجة لاهتمام متراجع من قبل أبرز نجوم كرة القدم بحضور حفلها السنوي الذي كان يُعتبر سابقًا الحدث الأبرز على مستوى العالم. هذا التغير أثار تساؤلات عديدة حول موقع الجائزة في تقييم مسيرة اللاعبين.
تأثير غياب النجوم على مكانة جائزة الكرة الذهبية
شهد حفل الكرة الذهبية لعام 2025 تتويج النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي بالجائزة لأول مرة، وسط حضور لافت لنجوم من نادي باريس سان جيرمان، إلى جانب الثنائي الشاب من برشلونة، لامين يامال ورافينيا، مما أكد أن الجائزة لا تزال تحظى بتكريم اللاعبين الجدد والواعدين. ولكن في الوقت نفسه، كان غياب بعض الأسماء الكبيرة والمهمة ملحوظًا، ما زاد من حالة الجدل حول تراجع بريق جائزة الكرة الذهبية في أعين اللاعبين. يعكس هذا الغياب تقليل بعض النجوم من قيمة الجائزة أو اهتمامهم بها، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على شعبيتها وشهرتها.
الأسباب وراء عزوف النجوم الكبار عن حضور حفل الكرة الذهبية
ازدادت أسباب عزوف كبار اللاعبين عن الحضور بوضوح، إذ يمكن تلخيصها فيما يلي:
- تركيز النجوم على الالتزامات الاحترافية والمباريات الحاسمة عوضًا عن الحضور في الفعاليات الاحتفالية
- شعور بعض اللاعبين بأن الجائزة لا تعكس بالضرورة أدائهم الحقيقي أو تضحياتهم في الملاعب
- تباين معايير الاختيار بين وسائل الإعلام والمدربين وغيرهم، ما تسبب في جدل حول مدى نزاهة التقييم
- وجود منافسات أخرى على مستوى الجوائز الشخصية مثل جائزة أفضل لاعب في FIFA و”ذا بيست”، مما أضعف مركز الكرة الذهبية
تداعيات تراجع أهمية جائزة الكرة الذهبية على الأندية الكبرى
تسعى أندية مثل ريال مدريد وغيرها إلى إعادة النظر في اعتبار جائزة الكرة الذهبية مقياسًا رئيسيًا لتقييم اللاعبين، خاصة مع ظهور علامات الانخفاض في وقيمة الجائزة. هذا التغير دفع بعض النوادي إلى اعتماد مؤشرات أخرى لقياس تفوق لاعبيها، تشمل الأداء الفردي الجماعي، والانتماء للنادي، وكذلك الإنجازات القارية والدولية.
وبسبب هذا الوضع، تحولت الجائزة من رمز الكبرياء والنجاح إلى حدث يبدو محدود التأثير، خاصة عندما يتجاهل النجوم الكبار حضورها بشكل متكرر، وهو ما يشير إلى تغيير جذري في مشهد التقدير الكروي.
يبقى مستقبل جائزة الكرة الذهبية مرتبطًا بقدرتها على التكيف مع المتغيرات التي تجتاح عالم كرة القدم، وكيفية استعادة الثقة التي كانت تميزها خلال العقود الماضية، لضمان استمرارها كأحد أبرز رموز النجاح في اللعبة عالمياً.