ليبيا تشهد تدهورًا مستمرًا.. الاشتباكات تحوّلت إلى روتين يومي وتعقّد الأوضاع الأمنية
تُعَد الاشتباكات المسلحة اليومية في ليبيا واقعًا مأساويًا يعيشه المواطنون، لا سيما في مناطق الغرب الليبي التي تعاني من انفلات أمني واسع ونقص حاد في وجود السلطة المركزية، إذ باتت هذه الاشتباكات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية ويشكل تحديًا كبيرًا لاستعادة الاستقرار.
تأثير الفوضى الأمنية والاشتباكات اليومية في ليبيا على الاستقرار السياسي
يشير المحلل العسكري محمد الترهوني إلى أن الفوضى الأمنية التي تعصف بمناطق الغرب الليبي تجعل من الاشتباكات اليومية سلوكًا روتينيًا، ويحمّل لاسيما حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها مسؤولية كبيرة في تغذية هذه الصراعات المسلحة، سواء لتحقيق مكاسب سياسية خاصة أو لتأمين مناخ فوضوي يخدم أهدافها. وقد تجلّى ذلك جليًا في العاصمة طرابلس، حيث شَهِدت تحشيدات مسلحة مكثفة هدفت إلى فرض السيطرة والسيادة، مما أدى إلى تعميق الانقسام وزيادة حدة الاشتباكات المسلحة.
دور قادة المليشيات في تصعيد الاشتباكات اليومية وتأثيرها على ليبيا
يرى الترهوني أن قادة المليشيات يستغلون الفوضى الأمنية وينظرون إلى المناطق المتنازع عليها كغنائم تستدعي القوة والسطو المسلح، ما يعزز دائرة العنف والاشتباكات اليومية في ليبيا، ويُبعد تحقيق حلم الاستقرار السياسي والانتخابات الديمقراطية إلى مسافات طويلة. ويؤكد المحلل العسكري أن هذا السلوك يكرّس ثقافة “اللادولة” ويُضعف من جهود بناء مؤسسات شرعية قادرة على فرض الأمن والنظام، خصوصًا مع تهاون مؤسسات الدولة في معالجة هذه الظاهرة، واستخدامها لصالح تحقيق مصالح ضيقة على حساب المواطن.
الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لاستمرار الاشتباكات اليومية في ليبيا وتأثيرها على المواطن
الاشتباكات اليومية في ليبيا لا تؤثر فقط على المشهد السياسي والأمني، بل تتسبب في أضرار اجتماعية واقتصادية كبيرة تضر بالمدنيين، الذين يُعتبرون الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المعقدة. فالانفلات الأمني وتغاضي الدولة عن وجود هذه الصراعات يسمح للمليشيات باستخدام العنف بقوة، مما ينتج عنه تدهور الأوضاع المعيشية وزعزعة الثقة في المؤسسات الحكومية الممثلة للسلطة. هذا الواقع يعزز من تبني ثقافة اللا دولة ويجعل من الصعب على ليبيا أن تخرج من أزمتها الراهنة بدون معالجة فعالة وجادة لهذا التحدي الأمني المتفاقم.
- تغذية الاشتباكات من قبل أطراف سياسية لتحقيق مصالحها
- تحشيد المليشيات المسلحة لفرض السيطرة على مناطق استراتيجية
- ضعف دور مؤسسات الدولة في ضبط الأمن ومواجهة العنف
- تزايد تأثير ثقافة “اللادولة” في المناطق الغربية
- تفاقم معاناة المواطنين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة