
تتوقع “بوينج” أن تحتاج شركات الطيران حول العالم إلى 43600 طائرة جديدة خلال العشرين عاماً المقبلة، بقيادة أسواق مثل الصين وجنوب شرق آسيا، مع تزايد أعداد المسافرين بفضل تحسن مستويات الدخل.
لكن هذه التقديرات أقل قليلاً من توقعات شركة صناعة الطائرات الأمريكية في العام الماضي، حينما توقعت انضمام 43975 طائرة جديدة إلى الأسطول العالمي، ما يعكس تراجعاً لتوقعات نمو الاقتصاد العالمي.
صناعة الطيران تتجاوز الاضطرابات
على الرغم من الاضطرابات التي يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب الحروب التجارية والرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد تجاوزت صناعة الطيران أزمات واضطرابات جيوسياسية أخرى خلال العقود الماضية، أبرزها جائحة كورونا التي أوقفت حركة الطيران حول العالم قبل سنوات قليلة.
على مدى الـ25 عاماً الماضية، تضاعفت حركة السفر الجوي ثلاث مرات، بينما زاد حجم الأسطول العالمي إلى الضعفين، بحسب دارين هولست، نائب الرئيس للأسواق التجارية في “بوينج”، خلال إفادة صحفية يوم 10 يونيو.
“في نهاية المطاف، سوقنا أثبتت مرونتها وأنها قطاع نمو” على حد قول هولست.
الأسواق الناشئة والطائرات ضيقة البدن تهيمن
تتوقع “بوينج” أن يتضاعف حجم أسطول الطائرات التجارية العالمي ليبلغ 49600 طائرة بحلول عام 2044، وهو ما يتماشى مع التقديرات التي أعلنتها منافستها الأوروبية “إيرباص” قبل أيام. وستُشغّل شركات الطيران في الأسواق الناشئة أكثر من نصف أسطول طائرات الركاب العالمي بحلول ذلك الوقت، مقارنة مع نحو 40% في 2024.
تُظهر توقعات “بوينج” أن الطائرات ضيقة البدن ستعزز سيطرتها على سوق الطيران لتمثل 72% من الأسطول العالمي خلال العقدين المقبلين. ويُقارن ذلك مع نسبة 66% حالياً.
إلا أن الحصول على الطرز ضيقة البدن، مثل عائلة “إيه320 نيو” من “إيرباص” و”737 ماكس” من “بوينج”، لا يزال صعباً بشكل محبط لشركات الطيران التي تخطط لتوسيع عملياتها. فعلى الرغم من الانتعاش الحاد في حركة السفر الجوي منذ انتهاء الجائحة، لا تزال معدلات الإنتاج لدى “بوينج” و”إيرباص” مماثلة لما كانت عليه قبل عشر سنوات.
نقص في الطائرات
أدى ذلك لوجود نقص في عدد الطائرات من الجيل الحالي. أنتجت الشركتان المحتكرتان للسوق عدداً أقل مما كانتا تخططان له بنحو 1500 طائرة، وستستمر الفجوة في الاتساع كلما استغرقت الشركتان وقتاً أطول في تعويضها، بحسب هولست.
وأضاف هولست أن سد الفجوة بين العرض والطلب سيعتمد على قدرة شركات صناعة الطائرات على العودة إلى مستويات التسليم المسجلة قبل الجائحة، “ثم تجاوزها فعلياً على المدى المتوسط. ومن المرجح أن يستغرق ذلك حتى نهاية العقد على الأقل”.
اقتصاد الشرق