فاسور مدير فيراري يهاجم الإعلام الإيطالي بشدّة عبر انتقاد لاذع

فاسور مدير فيراري يهاجم الإعلام الإيطالي بشدّة عبر انتقاد لاذع

أثارت صحيفتا لاغازيتا ديللو سبورت وكورييري ديلا سيرا على وجه التحديد شكوكًا بشأن فاسور، كما ناقشت تأثير الفرنسي لويك سيرا، المنضم حديثًا من مرسيدس إلى فيراري خلال الشتاء، على الفريق.

وعبّر فاسور عن استيائه من التكهنات المستمرة حول مستقبله ومصير أفراد أساسيين داخل الفريق، مشددًا على أن الأمر “تجاوز الحدود” وأن الصحفيين “يجب أن يتذكروا أنهم يتعاملون مع أشخاص وليس أشياء”.

وقال فاسور: “الأمر لا يتعلّق بي شخصيًا، أنا قادر على تحمّل ذلك. لكن المشكلة تتعلّق بأفراد الفريق، والزجّ بأسمائهم بهذه الطريقة هو عدم احترام لهم ولعائلاتهم”.

وأضاف: “حدث ذلك العام الماضي مع رئيس قسم الانسيابيّة، وها هو يحدث هذا الموسم مع شخص آخر. لا أفهم الهدف من ذلك. ربما الهدف هو إلقاء القاذورات على الفريق، لكن في هذه الحالة لا أرى أي فائدة. ربما هذا هو الأسلوب الوحيد لهم للبقاء في الواجهة، لكنهم يؤذون الفريق فعليًا”.

اقرأ أيضاً:

وتابع: “في وقت نخوض فيه صراعًا على البطولة، كل تفصيل صغير يصنع الفارق. ومنذ بداية هذا الأسبوع وكل حديثنا منصبّ على هذا الموضوع. إذا كان هدفهم هو إدخال الفريق في هذه الدوامة، فقد نجحوا. لكن لا يمكننا الفوز بالبطولات في ظلّ وجود مثل هؤلاء الصحفيين من حولنا”.

وشدّد فاسور على ضرورة احترام جهود العاملين في الفرق، حيث قال: “يجب أن نضع في الاعتبار أنّ كل فرد في كل فريق يعمل بجدّ كبير، ويقدّم تضحيات أحيانًا على حساب عائلته. لذلك، عندما يُذكر اسم شخص ما في الصحف كمرشّح لمركز ما، هناك موظف حالي يشغل ذلك المنصب، وقد يذهب للنوم وهو يعتقد أنّه سيُفصل في الصباح”.

وتابع بلهجة غاضبة: “نحن نعيش هذه الحالة بشكل يومي الآن في إيطاليا، وهذا أمر مبالغ فيه. إذا أردنا النجاح، علينا أن نعمل في بيئة نظيفة، وهذا غير متوفر حاليًا”.

وكشف فاسور أنّه سيزور مارانيلو صباح الاثنين ليُطمئن أعضاء الفريق، وقال: “سأذهب صباح الاثنين إلى مارانيلو لأقول للموظفين: ’يا جماعة، ما يُقال ليس صحيحًا‘. لكنني لست رجل إطفاء، وهذا فقط يتعلّق بالاحترام”.

وأكمل: “وصلنا إلى مرحلة بات فيها الصحفيون يروّجون لشائعات حول أشخاص لم ألتقِ بهم في حياتي. نحن نتحدث عن بشر، ولسنا نتعامل مع أشياء. وعلى الجميع أن يتحلّى ببعض الاحترام”.

ما المشكلة؟

رغم كل هذه الضجّة، فإنّ من يستمع إلى تصريحات لويس هاميلتون وشارل لوكلير المؤيدة لفاسور، قد يجد صعوبة في فهم ما يدور حقًا.

فقد دافع السائقان بشدّة عن فاسور قبل جائزة كندا الكبرى، بعد انتشار شائعات عن إمكانية استبداله، إذ وصفت فيراري هذه الأخبار بأنها “لا تستحق التعليق حتى”، فيما اختار السائقان الدفاع عنه علنًا.

وقال هاميلتون: “الأمور ليست مثالية، لكنني هنا للعمل مع الفريق ومع فريد. أريد بقاء فريد. أنا أؤمن بأنه الشخص القادر على قيادتنا نحو القمّة”.

أما لوكلير فأضاف: “لدينا رؤية مشتركة بيني وبين لويس وفريد من أجل العودة إلى طريق الانتصارات. ونحن نعمل معًا لتحقيق ذلك، وهذا هو مخطّطنا ويجب أن نتمسّك به”.

ويحتل فريق فيراري حاليًا المركز الثاني في بطولة الصانعين، رغم ابتعاده بفارق 197 نقطة خلف المتصدّر مكلارين، وقد حقّق الفريق منصتين متتاليتين في السباقين الأخيرين، وتقدّم إلى وصافة البطولة بعد سباق إسبانيا.

وكان فاسور قد قاد فيراري الموسم الماضي لصراع محتدم مع مكلارين حتى السباق الأخير، حيث خسر الفريق بفارق 14 نقطة فقط، مع تحقيق انتصارات في أستراليا، موناكو، أوستن، المكسيك، وانتصار تاريخي في مونزا.

لكن هذا الموسم لم يشهد نفس النجاح. إذ بدأ الفريق الموسم بشكل بطيء، وانتصار هاميلتون في سباق الصين القصير قابله استبعاد كلا السائقين من السباق الرئيسي، ما أزال نتائجهما من التصنيف النهائي.

ورغم التقدّم التدريجي، فإنّ تأقلم هاميلتون مع فيراري كان أبطأ من المتوقع. فالنقلة من بيئة مرسيدس إلى ثقافة فيراري تطلّبت صبرًا، كما أن إحباطه ظهر عبر عدد من المحادثات اللاسلكية الحادة مع مهندسه ريكاردو آدامي.

سياسيًا، لا يبدو موقع فاسور داخل الفريق سهلًا. فهو فرنسي لا يتحدث الإيطالية، شأنه شأن هاميلتون، ما يُعقّد عملية اندماجهما في بيئة الفريق، لا سيّما مع استمرار وجود مؤيّدين للمدير السابق ماتيا بينوتو في مارانيلو.

أما علاقتهم بالإعلام الإيطالي، فهي دائمًا شائكة، إذ يعرف عنه تأثيره القوي داخل أروقة الفريق، ويبدو أن تصريحات فاسور الغاضبة لن تُسكت هذه الأقلام، بل قد تشعل المزيد من الشكوك بشأن مستقبله، خاصة مع اقتراب نهاية عقده بنهاية الموسم.

في هذه المقالة

ابقَ على اطلاع دائم واشترك الآن للحصول على تحديثات إخبارية عبر البريد الإلكتروني تُرسل إليك في الوقت الفعلي حول هذه الموضوعات!