
فبدلًا من أن يكون اللقاء مناسبة متفائلة بعد حصوله على الضوء الأخضر للمشاركة في سباق موطنه عقب غيابه عن جائزة إسبانيا الكبرى بسبب إصابة في المعصم، بدا سترول بعيدًا كل البعد عن الحماس أو حتى الحضور الذهني.
صعد الكندي إلى قاعة المؤتمرات الصحفية في مونتريال وكأنه ذاهب لموعد مؤلم عند طبيب الأسنان، وجلس أمام الصحفيين بوجهٍ متجهّم وكلمات مقتضبة، غير عابئ بأهمية الحدث أو رمزيته بالنسبة له.
أظهر سترول تحفظًا شديدًا عند الحديث عن إصابة المعصم التي أجبرته على الانسحاب من سباق برشلونة بعد حصة تصفيات مخيّبة. ولم يقدم سوى تفاصيل شحيحة عن طبيعة الإجراء الطبي الذي خضع له، مكتفيًا بالقول: “إنها نفس الإصابة القديمة التي تعرضت لها قبل عامين، بدأت تزعجني مجددًا، فقررت معالجتها”.
وعندما سُئل عن مدى ثقته بعدم تكرار المشكلة بعد العلاج، جاء رده مقتضبًا: “واثق إلى حدّ ما. يفترض أن يكون كل شيء جيدًا”.
ورغم أنّ الخصوصية الطبية أمرٌ مشروع لأي سائق، إلا أن توجّهه في الحديث بدا باردًا على نحو غريب، حتى بالمقارنة مع سائقي الدراجات النارية الذين كثيرًا ما يتعاملون بصراحة مع إصابات مماثلة.
وحتى في الأسئلة العامة التي كانت بمثابة فرصة لإظهار الحماس لمشاركته في سباق موطنه، لم يُبدِ سترول أي تفاعل. فعندما سُئل: “متى زرت حلبة جيل فيلنوف للمرة الأولى؟”، كان رده جافًا: “منذ وقت طويل”.
كان من الصعب مشاهدة ما يجري، لكن ربما أكثر ما أثار الانتباه هو امتناعه عن نفي ما قيل عن غضبه بعد تصفيات إسبانيا، حيث ترددت تقارير عن تحطيمه لأشياء في مرآب الفريق وتلفّظه على أحد أعضاء الطاقم.
وحين سُئل عن ذلك، قال: “نعم، كنت محبطًا بالتأكيد. إحباطي كان بسبب معصمي في آخر ثلاث سباقات، وكان يعيقني أثناء القيادة. كنت أعلم أن يوم الأحد سيكون صعبًا، وربما مستحيلًا، وفي تلك اللحظة شعرت بإحباط شديد”.
على الأقل، بدا هنا شيء من العاطفة. ليتنا نراه يظهر بهذه الشفافية في لحظات أخرى أيضًا.
في هذه المقالة
ابقَ على اطلاع دائم واشترك الآن للحصول على تحديثات إخبارية عبر البريد الإلكتروني تُرسل إليك في الوقت الفعلي حول هذه الموضوعات!
اشترك في التنبيهات الإخبارية