
هل يُشكل تشيلسي تهديداً حقيقياً في مونديال الأندية؟
بعد تتويجه بلقب كأس العالم للأندية في 2022 يعود تشيلسي للمشاركة، متطلعاً لكتابة فصل جديد في تاريخه، وهذه المرة عبر النسخة الموسعة من البطولة التي ابتكرها جياني إنفانتينو، وتُقام على الأراضي الأميركية.
وحسب شبكة «The Athletic»، فإن النادي اللندني يرى في هذا التحدي فرصة ذهبية لصناعة المجد من جديد، وربما للثأر من سنوات التخبط الكروي.
مواجهات المجموعة الرابعة: بداية سهلة أم فخ خادع؟
في المجموعة الرابعة، يواجه تشيلسي أندية لوس أنجليس إف سي، وفلامنغو، والترجي التونسي، وهي فرق لا تُثير الكثير من القلق في صفوف فريق إنزو ماريسكا الثري بالمواهب، رغم افتقاره للخبرات الجماعية في البطولات الكبرى. لكن حتى إن تأهل «البلوز» متصدرين، فإن الطريق نحو اللقب سيزداد وعورة في الأدوار الإقصائية، خاصة لفريق لم يشارك في دوري أبطال أوروبا منذ موسمين.
البحث عن الذات والهيبة
رغبة تشيلسي في التألق لا تعود فقط للجوائز المالية السخية، بل لأن هذه البطولة تُمثل جسراً للعودة إلى نخبة الكرة الأوروبية، بعد سلسلة من الانتكاسات الرياضية والإدارية. وهي بمثابة اختبار للنسخة الجديدة من النادي، بعد أن تغيّرت ملامحه بالكامل منذ تتويجه بدوري الأبطال في 2021.
الطريق إلى هنا: من المجد إلى الثورة
تأهل تشيلسي إلى نسخة هذا الصيف بفضل فوزه بدوري أبطال أوروبا في مايو (أيار) 2021، لكن يبدو أن تلك الليلة في بورتو أصبحت ذكرى بعيدة، فالنادي شهد تغييرات جذرية منذ ذلك الحين: عقوبات، وبيع، وهدم وإعادة بناء شبه كاملة. وحده القائد ريس جيمس تبقّى من ذلك الجيل في قائمة ماريسكا الحالية.
في ظل قيادة تحالف «كلير لايك كابيتال» وتود بويلي، تغيَّر كل شيء بسرعة وجرأة، وربما فوضى. فالنادي أنهى موسم 2022-2023 في المركز الثاني عشر، ثم سادساً في 2023-2024، رغم إنفاق ضخم في سوق الانتقالات. وهذا الموسم، ومع المركز الرابع والتتويج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، يبدو أن «البلوز» يوجهون رسالة واضحة: تشيلسي الجديد قادم للمنافسة.
أسلوب اللعب: بصمة غوارديولا تطل من لندن
تشيلسي ماريسكا يلعب بأسلوب مستوحى من فلسفة بيب غوارديولا: استحواذ، وتمركز، وتفوق عددي. التشكيلة المبدئية 4-3-3، لكنها تتحول مع دخول أحد الظهيرين إلى عمق الملعب لاعبي ارتكاز أو صانع لعب. فالهدف هو إيجاد دفاع ثلاثي وهجوم ثلاثي مع مربع وسط قادر على التفوق عددياً على الخصم، بمشاركة فاعلة من الحارس بوصفه صانع لعب إضافي.
ماريسكا يسعى إلى فرض السيطرة من خلال الكرة، لا من دونها.
مَن المدرب؟
إنزو ماريسكا صعد بسرعة خاطفة نحو قمة التدريب. لاعب وسط سابق تنقل كثيراً، بدأ مسيرته التدريبية بدعم من مانويل بيليغريني في ملقة، ثم رافقه في وست هام. يعدّه «والده المهني»، لكنه لا يخفي أيضاً تأثير بيب غوارديولا، الذي عمل معه في مانشستر سيتي مدرباً لفريق الشباب، ثم مساعداً في موسم الثلاثية التاريخي 2022-2023.
ورغم تجربة قصيرة غير ناجحة مع بارما، عاد بقوة مع ليستر سيتي، فقادهم للقب التشامبيونشيب في 2023-2024، وجذب أنظار مسؤولي تشيلسي الذين اختاروه خليفة لبوكيتينو. موسمه الأول لم يكن سهلاً، خصوصاً مع تشكيك الجماهير، لكنه أنهى الدوري ضمن الأربعة الكبار، وحصد بطولة أوروبية، ما يجعل مشاركته في كأس العالم للأندية من موقع قوة.
النجم الأول… كول بالمر بلا منازع
رغم تراجع مستواه في بعض فترات 2025، يبقى كول بالمر النجم الأوحد لتشيلسي. تمريرتاه الحاسمتان في نهائي دوري المؤتمر ضد بيتيس تُلخّصان عبقريته: الأولى عرضية يسارية مثالية إلى رأس إنزو فرنانديز، والثانية دوران رائع وتمرير بيني دقيق إلى نيكولاس جاكسون.
قال بالمر بعد النهائي: «سئمت من التمرير للخلف والجوانب». هو الوحيد القادر على تغيير مجرى المباراة بإلهام فردي.
موهبتهم الصاعدة أندريه سانتوس
وسط كتيبة شابة، يبرز أندريه سانتوس، البرازيلي المتألق مع ستراسبورغ الفرنسي (أحد أندية المجموعة المالكة لتشيلسي). لاعب وسط ديناميكي، يتمتع بقدرات بدنية وتسجيلية قد تُضيف الكثير لخط وسط ماريسكا.
نشيد الجماهير: «Carefree»
من بين ترسانة الأغاني التي يشتهر بها جمهور «البلوز»، تبرز أغنية Carefree، المقتبسة من ترنيمة إنجليزية تقليدية، يهتف بها المشجعون بحماسة هائلة، تعبيراً عن فخرهم بالفريق، وعدم اكتراثهم بالمنافسين.
عدوه اللدود توتنهام بلا منازع
عند سؤال جماهير تشيلسي عن الخصم الأكبر، جاء الرد واضحاً: توتنهام هوتسبير. صراع غريب بدأ في الستينات، حين فاز «السبيرز» بنهائي كأس إنجلترا بمساعدة نجوم تشيلسي السابقين جيمي غريفز وتيري فينابلز، وكان حينها النادي الأكثر أناقة ونجاحاً، لكن الأدوار انقلبت، والكراهية بقيت.
طرافة من الماضي
تشيلسي (مع آرسنال) كان أول نادٍ يرتدي قمصاناً مرقّمة في مباراة دوري رسمي، وذلك ضد سوانزي تاون يوم 25 أغسطس (آب) 1928.
لماذا قد يشجّعهم مشجع محايد؟
منذ التسعينات، لم يكن تشيلسي الخيار الأول للمحايدين. زمن زولا ورفاقه كان عصر الجمال الكروي، لكن «مليارات أبراموفيتش» جعلت النادي يُنظر إليه بصفته خصماً مهيمناً، ثم جاءت إدارة بويلي لتضاعف هذا الانطباع بإنفاق غير مسبوق. ورغم ذلك، إذا أردت سبباً وجيهاً لتشجيع تشيلسي، فانظر إلى بالمر. عبقريته الفطرية تذكّرنا بزولا، وهي بالضبط ما يجعل كرة القدم تستحق المشاهدة.
مبارياتهم في كأس العالم للأندية:
16 يونيو (حزيران) – لوس أنجليس إف سي
20 يونيو – فلامنغو
24 يونيو – الترجي التونسي