
تحولت ليلة تتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا مشهداً مأساوياً في العاصمة الفرنسية ومدن أخرى، بعدما اندلعت أعمال شغب عنيفة أسفرت عن مقتل شابين وإصابة العشرات، إضافة إلى مئات الاعتقالات والحرائق، وسط استياء رسمي وشعبي واسع.
وخلال استقبال الفريق في قصر الإليزيه، مساء الأحد، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «نحن في لحظة فرح، لكن لا شيء يبرر ما حدث في الساعات الأخيرة»، مضيفاً: «لقد حُرم مواطنونا من السعادة. شخصان قُتلا. الأمة في حداد. وسنكون بلا رحمة… هذا ليس هو وجه كرة القدم».
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد تسببت أعمال الشغب في اعتقال 563 شخصاً في أنحاء فرنسا، منهم 491 في باريس وحدها. كما أصيب 22 شرطياً، أحدهم في غيبوبة بسبب مفرقعة نارية، في حين اندلع 692 حريقاً، بينها 264 حريق سيارات.
في مدينة داكس جنوب غربي البلاد، قُتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً بعد تعرضه للطعن مرات عدة قرب ساحة عامة شهدت تجمعاً لمشاهدة المباراة. وأعلنت النيابة فتح تحقيق في «جريمة قتل عمد»، في حين لا يزال الجاني فاراً. وقالت النيابة إن «الارتباط بالاحتفالات لم يتأكد بعد».
وفي باريس، توفي شاب يبلغ من العمر 23 عاماً بعدما صدمته سيارة تقل مشجعين للفريق عند الساعة 12:45 فجراً، بينما أصيب أربعة من أفراد عائلة واحدة في غرونوبل، عندما فقد سائق السيطرة على سيارته خلال الاحتفالات.
من جهته، صرّح قائد شرطة باريس لوران نونييز بأن الخطة الأمنية، التي شملت 5400 شرطي، «لا يمكن اعتبارها ناجحة أو فاشلة»، مؤكداً: «كان هدفنا عدم تسجيل أي أضرار في الممتلكات، لكن للأسف حصلت».
وأدان نادي باريس سان جيرمان أعمال العنف في بيان، جاء فيه: «هذا اللقب يجب أن يكون لحظة فرح جماعي، لا مناسبة للتجاوزات. التصرفات الفردية لا تمثل الغالبية الساحقة من مشجعينا».
أما وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، فوصف المشاغبين بـ«البرابرة»، مضيفاً: «الوحشية هي عندما يصبح كل شيء مبرراً للعنف»، وهاجم أولياء الأمور قائلاً: «لماذا يتجول أطفال قُصّر ليلاً في الشوارع؟».
في المقابل، اتهم نائب يساري الحكومة باستخدام «أساليب وحشية»، بعد استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد حشود قال إنها كانت «سلمية».
وتأتي هذه الأحداث بعد ساعات من فوز سان جيرمان على إنتر ميلان في نهائي دوري الأبطال في ميونيخ، لتتحول فرحة طال انتظارها حزناً وقلقاً.