خوان غارسيا وخطيئة عبور الشارع

خوان غارسيا وخطيئة عبور الشارع

هاي كورة (بقلم رافا كابيليرا – as)

في سن الثالثة والعشرين، قرر الحارس الشاب خوان غارسيا اتخاذ خطوة كبيرة في مسيرته بالانتقال إلى نادي برشلونة، أحد أكبر أندية العالم، بحثًا عن مستقبل أفضل وفرص أكبر للتطور والتتويج.

قرار يبدو منطقيًا ومشروعًا لأي لاعب طموح، إلا أنه قوبل بموجة من الغضب والتهديدات من بعض جماهير نادي إسبانيول، فريقه السابق، وكأنهم يملكون الحق في تقرير مصيره.

ما كان يُعتبر خطوة طبيعية في عالم الاحتراف، وخصوصًا داخل مدينة مثل برشلونة التي طالما شهدت انتقالات بين قطبيها، تحوّل إلى ما يشبه “خيانة كروية” في أعين بعض المشجعين.

هؤلاء نسوا أو تجاهلوا أن غارسيا كان أحد أبرز أسباب بقاء فريقهم في دوري الدرجة الأولى.

لكن الغضب طغى على المنطق، لا سيما حين يتغذى عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي صارت ساحة للهجوم على من يخالفهم في الرأي.

من المؤكد أن برشلونة بحاجة لحارس جديد، ويبدو أن غارسيا هو الخيار المفضل، وهو ما يضع علامات استفهام حول مستقبل تير شتيغن الذي يواجه بدوره انتقادات غير عادلة من جماهير فريقه.

وبين غارسيا وشتيغن، تظهر أزمة أعمق في كرة القدم: كيف يمكن للشغف أن يتحول إلى تعصب، وللحب أن يصير عبئًا على من نحبهم؟

ربما لم يكن خطأ خوان غارسيا أنه عبر الشارع… بل كان خطأ من يظن أن الولاء لا يُقاس إلا بالبقاء في المكان ذاته إلى الأبد.