إنتر ميلان… جراح دوري الأبطال هل يعالجها في مونديال الأندية؟

إنتر ميلان… جراح دوري الأبطال هل يعالجها في مونديال الأندية؟

مع قرب انطلاق النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بشكلها الجديد في 14 يونيو (حزيران)، بمشاركة 32 فريقاً موزعة على ثماني مجموعات، نسلط الضوء على أبرز ملامح الفرق المتأهلة. في هذا التقرير يقدم المحرر جيمس هورنكاسل لشبكة «The Athletic» لمحة شاملة عن نادي إنتر ميلان الإيطالي.

ما مدى قوة الفريق؟

أقوى مما بدا عليه في نهائي دوري أبطال أوروبا. حتى أواخر أبريل (نيسان)، كان إنتر في طريقه لتحقيق ثلاثية تاريخية، لكن الإرهاق البدني والذهني، إلى جانب العرض الأسطوري الذي قدّمه باريس سان جيرمان، شوّه صورة فريق ما زال يُعد – بالنسبة لكثيرين – الأقوى في إيطاليا، حتى وإن فاز نابولي بلقب الدوري. السنوات الأربع الماضية شهدت صعوداً متواصلاً لإنتر، اقترب خلالها من تحقيق أكثر بكثير مما أنجز فعلياً.

كيف تأهل إنتر إلى البطولة؟

تأهل إنتر بعد فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1994، عندما حسم مواجهتي الذهاب والإياب أمام سالزبورغ بنتيجة 1 – 0 في كل لقاء، بفضل هدفي فيم يونك ونيكولا بيرتي. بعد قرابة عقدين، تجدد اللقاء بين الفريقين في دوري الأبطال، لكن هذه المرة لم تكن مباراة حاسمة على بطولة. رغم ذلك، فاز إنتر مجدداً 1 – 0 في ليلة باردة بالنمسا، ما عزز ترتيبه في تصنيف الفيفا المؤهل لكأس العالم للأندية.

إنزاغي ترك تدريب إنتر قبل المونديال مباشرة (أ.ف.ب)

ما أسلوب اللعب؟

هنا تبدأ التعقيدات، فالفريق ما زال في مرحلة انتقالية. إنتر كان يمني النفس ببقاء المدرب إنزاغي بعد نهائي دوري الأبطال، لكنه اختار الانتقال لتدريب الهلال السعودي، أحد خصوم إنتر المحتملين في البطولة، بعقد يُعتقد أنه جعله الأعلى أجراً بين المدربين في العالم (براتب سنوي صافٍ يقدر بـ25 مليون يورو). امتداد موسم إنتر الأوروبي حرمه من التعاقد مع أسماء تدريبية بارزة خطفتها أندية منافسة. حتى محاولة استقدام سيسك فابريغاس من نادي كومو باءت بالفشل.

مَن المدرب الجديد؟

حتى نهاية هذا الأسبوع، لم يكن لدى إنتر مدرب فعلي. ومع رفض كومو السماح برحيل فابريغاس، كان النادي في ورطة.

بشكل مفاجئ، تم تجاهل تياغو موتا – أحد أبطال الثلاثية التاريخية – لصالح زميله السابق في فريق 2010 كريستيان كييفو. المدرب الروماني خاض أول تجربة تدريبية في دوري الدرجة الأولى مع بارما في فبراير (شباط)، ونجح في إبقائه في الدوري. لم يتوقع أحد أن يتلقى عرضاً من إنتر بعدها بفترة قصيرة.

كييفو، الذي بدأ مسيرته التدريبية في أكاديمية إنتر، وقاد فريقاً تحت 19 عاماً للتتويج بلقب الدوري، يجسد التوجه الجديد للنادي: الشباب وبناء المستقبل. ربما لا يبدو أنه الاسم «السوبر»، لكن إنزاغي نفسه بدأ بالطريقة نفسها مع لاتسيو. إدارة إنتر تأمل أن يسير كييفو على خطى إنزاغي.

لاوتارو مارتينيز قائد ونجم هجوم إنتر ميلان (أ.ب)

من نجم الفريق؟

القائد لاوتارو مارتينيز من دون منازع. كثيرون يرددون أنه «يختفي في المباريات الكبيرة»، لكن ربما لم يروه إلا في مباراة واحدة لم يكن موفقاً فيها. سجّل في ملاعب برشلونة، وريال مدريد، وليفربول، وبايرن ميونيخ، وتألق في ديربي ميلانو. هو من سدّد ركلة الجزاء الأخيرة التي صعدت بالأرجنتين إلى نصف نهائي كأس العالم على حساب هولندا. لو أضاعها لما رفع ميسي الكأس لاحقاً.

لاوتارو أيضاً كان هدّاف كوبا أميركا الأخيرة في الولايات المتحدة، وسجّل هدف الفوز في النهائي. فلنكف عن التشكيك فيه.

من النجم الصاعد؟

في ظل كثرة الحديث عن «شيخوخة» الفريق قبل نهائي دوري الأبطال، من الصعب تحديد نجم صاعد واحد. لكن هناك أسماء واعدة مثل: ديفيدي فراتيسي، الآتي من ساسولو، وكريستيان أصلاني، لاعب الوسط الآتي من إمبولي، ويان بيسيك، مدافع ضخم بحاجة لصقل مهاراته. إنتر بدأ فعلياً مرحلة تجديد الدماء، وتعاقد مع بيتر سوسيتش (21 عاماً) من دينامو زغرب، ولويس هنريكي (23 عاماً) من مارسيليا، لدعم وسط الميدان.

ما أشهر أهازيج جماهير الإنتر؟

في مفارقة غريبة، اقتبس كانييه ويست بعض هتافات جماهير الإنتر في ألبومه الأخير. الالتصاق الثقافي بين مشجعي الإنتر والمغني الأميركي ليس شيئاً يمكن تفسيره بسهولة.

لكن من أكثر الهتافات حماساً، ذلك الذي يترجم: «من أجل من لا يحب سوى إنتر، من أجل كل كيلومتر قطعناه من أجلك… يجب على إنتر أن يفوز!».

من الغرماء المحليون؟

الخصمان الأساسيان: يوفنتوس وميلان. جزء كبير من هوية إنتر يتمحور حول ما ليس عليه. مثلاً: لم يتورط يوماً في فضائح أفضت إلى الهبوط، مثل غريميه. ولذلك، يفخر مشجعو النادي بشعار «Mai in B» (لم نلعب في الدرجة الثانية أبداً) المرسوم بخط عريض خلف المدرجات في سان سيرو.

وكان جمهور إنتر يحب أن يغني ساخراً: «لماذا لا تفوزون بدوري الأبطال؟» ليوفنتوس، خصوصاً بعد خسارته لنهائيين في (2015 و2017)، لكن مع خسارة إنتر النهائية مؤخراً، توقفت تلك السخرية مؤقتاً.

شيء غريب عن النادي

هو «الإنتر» الأصلي. لا حاجة لتوضيحه عن إنتر ميامي أو إنترناسيونال البرازيلي. في إيطاليا، لا أحد يطلق عليه «إنتر ميلان»، بل فقط «إنتر».

الخلط في الاسم يعود إلى أن مؤسس ميلان الإنجليزي هيربرت كيلبين، استخدم التسمية الإنجليزية «Milan» بدل «Milano»، بينما احتفظ إنتر بتسميته الإيطالية الأصلية: FC Internazionale Milano.

خسارة إنتر لنهائي الأبطال قد تدفع بعض المحايدين لتشجيعه (إ.ب.أ)

لماذا قد يشجعه جمهور محايد؟

ليس شفقة، بل هو تعاطف. خسارته في نهائي دوري الأبطال تركت جرحاً غائراً، والمساندة الآن قد تعيد إليه بعض الكبرياء.

جدول مباريات إنتر في كأس العالم للأندية:

17 يونيو: أمام مونتيري، و21 يونيو: أمام أوراوا ريد دايموندز، و25 يونيو: أمام ريفر بليت.