لماذا لم تُحدث اختبارات الأجنحة المرنة التأثير السحري في الفورمولا 1؟

لماذا لم تُحدث اختبارات الأجنحة المرنة التأثير السحري في الفورمولا 1؟

حدّت الاختبارات الجديدة من مقدار الانحناء المسموح به في الأجنحة الأمامية، بعدما شهد الموسم سابقًا تشديدًا مماثلًا على مرونة الأجنحة الخلفية. وكانت ريد بُل من أبرز المطالبين بتطبيق هذه الاختبارات مبكرًا، ظنًا منها أنّ تفوّق مكلارين يعود إلى استغلال تلك المرونة لتحقيق مكاسب في الأداء. لكن الواقع كان أكثر تعقيدًا، وقلّ تأثير التعديل عما كان متوقّعًا.

وبالرغم من أنّ الفوارق في الأداء بين الفرق لم تتغيّر بشكل كبير، إلا أن تصريح لويس هاميلتون بأنّ التعديلات كانت “هدرًا للمال” يُعتبر مبالغة.

إذ خفّض الاختبار الجديد مقدار الانحناء المسموح به عند تعرّض جناح السيارة لقوة مقدارها 1000 نيوتن على كل جانب، من 15 ملم إلى 10 ملم فقط. وقد أُعلن هذا التغيير منذ يناير، في سياق سلسلة من الإجراءات للحد من “المرونة الديناميكية” في السيارات.

وبطبيعة الحال لا يمكن لأيّ مكوّن أن يكون صلبًا تمامًا، لكن يمكن تصميم المواد بحيث تنثني بمقدار محدد وموجّه، بهدف تحقيق مكاسب مثل تقليل مقاومة الهواء أو تحسين توازن السيارة. وفي حين أنّ مرونة الجناح الخلفي تؤثر على السرعة القصوى، فإن مرونة الجناح الأمامي في الحقبة الحالية من تأثير الأرض تُستخدم بشكل أساسي لتحسين توازن السيارة في المنعطفات المتوسطة – حيث تميل السيارات إلى تغيّرات حادة في التوازن خلال تلك اللحظات.

تفاصيل الجناح الأمامي لسيارة مكلارين

الصورة من قبل: فرانكو نونييز

لذا فإنّ التأثير المتوقع للاختبارات الجديدة كان دائمًا سيكون محدودًا – وأحيانًا يعتمد على نوع الحلبة.

كما شابت الصورة في برشلونة عوامل أخرى، منها تقديم بعض الفرق تحديثات انسيابيّة جديدة للأجنحة الأمامية. ومع غياب التجارب الاعتيادية في الحلبات، لم يكن بالإمكان إجراء مقارنة مباشرة على سيارات 2025 بين ما قبل وبعد التطبيق.

وقال أندريا ستيلا، مدير فريق مكلارين: “كنت مهتمًا برؤية ما إذا كانت الأمور ستسير كما توقعنا، وفعلاً هذا ما حدث”.

وأضاف: “رغم أننا كنا ندفع حدود المرونة الانسيابيّة مثلنا مثل فرق أخرى، إلا أننا اختبرنا جناحًا أماميًا متوافقًا مع الاختبارات الجديدة، وقد استخدمه لاندو (نوريس) في تجارب إيمولا ولم يشعر بأي فرق”.

وتابع: “كنا دائمًا نعتقد أن التأثير سيكون محدودًا، لأن الأرقام المرتبطة بهذا التغيير كانت صغيرة جدًا سواء من ناحية الارتكازيّة أو تغيّرها مع السرعة”.

وأكمل: “عندما اختبرنا هذا الجناح في إيمولا، لو لم نخبر لاندو أنه جناح مختلف لما لاحظ أي فرق. وحتّى عند المحاكاة في جهاز المحاكاة أو الحسابات الخارجية، كانت النتائج تقريبًا صفرًا”.

وأردف: “لم نكن نتوقع أن تتغيّر خارطة الأداء كنتيجة لهذه التوجيهات التقنية. أما مسألة الهدر المالي، فلم نفكر بها، لأن هذه التعديلات كان مُخططًا لها منذ فترة طويلة”.

وقد أثارت محدودية التأثير تساؤلات حول سبب تعويل البعض على تغييرات كبيرة، رغم أن المحاكاة كانت تشير إلى عكس ذلك منذ البداية.

واختتم توتو وولف، مدير مرسيدس، قائلًا: “ربما نحاول أحيانًا أن نُقنع أنفسنا بوجود حلّ سحري في الفورمولا 1 سيغيّر كل شيء. لكن هذا ليس واقع الحال”.

في هذه المقالة

ابقَ على اطلاع دائم واشترك الآن للحصول على تحديثات إخبارية عبر البريد الإلكتروني تُرسل إليك في الوقت الفعلي حول هذه الموضوعات!