من غير الحكمة الفوز باللقب وهدم البيت معه

من غير الحكمة الفوز باللقب وهدم البيت معه

مع ازدياد الجدل حول تشديد القوانين المتعلقة بـ”الأجنحة المرنة” واحتمالية استفادة سيارة ريد بُل من خصائص حلبة برشلونة، فإنّ معظم الأسئلة التي وُجّهت إلى بياستري قبيل نهاية الأسبوع الإسبانية انصبّت على منافسته الداخلية مع نوريس.

فقد سمحت له أربعة انتصارات هذا الموسم – من بينها ثلاثة متتالية بين سباقَي سوزوكا وإيمولا – بتجاوز نوريس في ترتيب بطولة السائقين، بعدما خسر الأسترالي الكثير من النقاط نتيجة انزلاق مكلف نحو المركز التاسع في السباق الافتتاحي. غير أنّ فوز نوريس في موناكو قلب الموازين من جديد، ليصبح الفارق بينهما ثلاث نقاط فقط، 161 لبياستري مقابل 158 لنوريس، في حين يأتي ماكس فيرستابن خلفهما بـ136 نقطة.

وبدا أنّ مكلارين تأخّرت في دعم نوريس خلال سعيه لمنافسة فيرستابن في الموسم الماضي، ما أدى إلى لحظات محرجة في هنغارورينغ ومونزا – خاصة في الأخيرة، حين تقدّم بياستري على نوريس في اللفة الأولى وأنهى السباق أمامه، ما كلف نوريس نقاطًا ثمينة.

وفي حين أنّ الوضع مختلف نسبيًا هذا العام، فإنّ بياستري أوضح أنّ الفريق والسائقَين كانوا مستعدين مسبقًا لمثل هذا السيناريو، وأنّ كليهما يدرك أهمية تجنّب هدر التفوق الفني والانسجام داخل مكلارين.

وقال بياستري: “أعتقد أننا كنا نعلم منذ بداية الموسم أنّه من المستحيل أن تتطابق الأهداف الشخصية تمامًا مع أهداف الفريق، وقد كنا صريحين جدًا حيال ذلك، والفريق كان على دراية كاملة به”.

وأضاف: “شعرنا في نهاية الموسم الماضي أنّه إذا بدأنا هذا الموسم بسيارة بنفس القوة التي أنهينا بها العام، فسنجد أنفسنا في هذا الموقف. وقد كنا جيدين جدًا في التحدث بصراحة حول الأمر. لكننا لن نفعل أبدًا أي شيء غير رياضي أو يسيء إلى صورة الفريق أو صورتنا. هذا ببساطة لا يشبهني أنا ولاندو”.

وتابع: “بالطبع نريد التفوق على بعضنا البعض كل عطلة أسبوع، لكننا لن نتخطى الخط الفاصل الذي قد يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه. لقد قلتها مرارًا: لا نريد أن نحظى بفرصة واحدة فقط للفوز باللقب”.

ماكس فيرستابن، ريد بُل ريسينغ ولاندو نوريس، مكلارين وأوسكار بياستري، مكلارين

الصورة من قبل: صور موتورسبورت

وأردف: “كلانا سيبقى في مكلارين لسنوات بعد هذا الموسم، ونريد أن ننافس على البطولة كل عام. أعتقد أننا نفهم جيدًا أنه من غير الحكمة أن تفوز بلقب واحد وتهدم البيت معه”.

وتستحضر هذه التصريحات أصداء فترة سابقة في مكلارين، حين أدت المنافسة بين آيرتون سينا وآلان بروست – اثنان من أعظم السائقين – إلى انقسام داخلي شهير. ورغم أنّ كليهما فاز بلقب مع الفريق في 1988 و1989، إلا أنّ العلاقة بينهما تدهورت لدرجة أنهما لم يعودا يتحدثان إلا عبر وسيط، بعدما نشب خلاف بينهما حول اتفاق قبل السباق في إيمولا 1989 بشأن تجنّب الهجوم في المنعطف الأول، وهو ما شعر بروست بأن سينا أخلّ به.

ورغم أنّ هذه ليست أول مرة يشهد فيها فريق منافس على اللقب صراعًا بين زميلَين – كما حدث مع تصادم هاميلتون وروزبرغ في برشلونة 2016 – فإنّ هذا النوع من التوترات كلف فرقًا وسائقين الكثير، كما حدث مع فريق ويليامز في 1986 و1987، حين تقاسم نيلسون بيكيه ونايجل مانسيل النقاط، ما مهّد الطريق لفوز بروست باللقبين.

وبعد فوز مكلارين بلقب الصانعين العام الماضي لأول مرة منذ 1998، فإنّ الفريق يسعى هذا الموسم لحصد لقب السائقين أيضًا، وهو لقب لم يزره إلى ووكينغ منذ أن أحرزه لويس هاميلتون في 2008. ولن يرغب الفريق في المخاطرة بذلك عبر صدام داخلي بين سائقَين سيبقيان معًا حتى ما بعد نهاية 2026.

أوسكار بياستري، مكلارين

أوسكار بياستري، مكلارين

الصورة من قبل: صور غيتي

ويمتد عقد نوريس حتى نهاية 2026 على الأقل مع خيار للتمديد، بينما يصل عقد بياستري إلى ما بعد ذلك حسب آخر تجديد له. ولهذا السبب، من غير المرجّح أن تلجأ مكلارين إلى أوامر الفريق لصالح أحد السائقَين إلا في حال تفوّق أحدهما بفارق كبير، بينما لا يزال الفريق مهددًا من قبل سائق من فريق منافس.

وعن ذلك قال بياستري: “أعتقد أنّ الأمر سيتغير فقط حين يصبح من المستحيل رياضيًا (لفوز أحدنا باللقب). لكن لا، أعتقد أننا نريد جميعًا القتال من أجل البطولة وتجميع نقاطنا الخاصة”.

واختتم بالقول: “بالطبع، إذا وصلنا إلى وقت لاحق من العام وأصبح الأمر مستحيلًا أو قريبًا من ذلك، فربما سيتغير الوضع، لكني لا أعتقد أنّ ذلك سيحدث في أي وقت قريب”.

في هذه المقالة

ابقَ على اطلاع دائم واشترك الآن للحصول على تحديثات إخبارية عبر البريد الإلكتروني تُرسل إليك في الوقت الفعلي حول هذه الموضوعات!