مفاجأة الأسواق.. أسعار الذهب العالمية تحقق أقوى مكاسب سنوية منذ أربعة عقود وتتفوق على التوقعات

ارتفعت أسعار الذهب العالمية خلال 2025 بشكل لافت، حيث سجل الذهب أقوى مكاسب سنوية له منذ أكثر من أربعة عقود، بينما شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا حادًا نتيجة عمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون بعد موجة صعود غير مسبوقة على مدار العام.

تحليل أسباب ارتفاع أسعار الذهب العالمي وتثبيتها عند مستويات مرتفعة

بلغ سعر أوقية الذهب في المعاملات الفورية 4345.75 دولار، بعد أن وصلت إلى ذروة تاريخية عند 4549.71 دولار الأسبوع الماضي. ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها تخفيضات أسعار الفائدة وتوقعات المزيد من التيسير النقدي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة التي عززت الطلب العالمي على الذهب. كما أن حيازة البنوك المركزية والصناديق المتداولة المدعومة بالذهب شهدت زيادة ملحوظة؛ مما يدعم السهم المستمر لأسعار المعدن الأصفر ويجعل له تأثيرًا مستدامًا على الأسواق المالية العالمية.

كيف أثرت السيولة وضعف أسعار المعادن النفيسة الأخرى على حركة السوق

راجع محللون تراجعات المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم إلى عوامل فنية، بالإضافة إلى ضعف السيولة في الأسواق في نهاية السنة المالية. رفع الهامش على عقود المعادن أثار تصحيحًا مؤلمًا تسبب في ارتداد الأسعار، فالفضة الفورية انخفضت 4.5% إلى 73.06 دولار للأوقية بعد وصولها إلى مستوى قياسي عند 83.62 دولار، والبلاتين تراجع بنسبة 6.1% إلى 2065.80 دولار للأوقية رغم مكاسب بلغت 120٪ خلال العام. أما البلاديوم، فشهد انخفاضًا قدره 7.1% إلى 1496.75 دولار، لكنه لا يزال يغلق السنة مع ارتفاع ملحوظ بنسبة 65%.

توقعات أسعار الذهب العالمي وتأثير السياسات النقدية المستقبلية عليه

تُظهر محاضر اجتماع ديسمبر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي توافقًا على خفض أسعار الفائدة بعد مناقشات متعددة الجوانب؛ ويُتوقع خفضان إضافيان خلال 2026. تاريخيًا، انخفاض سعر الفائدة يشجع على ارتفاع أسعار الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب. يرى إيليا سبيفاك، الخبير الاقتصادي، أن أسعار الذهب قد تصل إلى 5000 دولار للأوقية بحلول نهاية الربع الأول من 2026، مستندًا إلى استمرار العوامل الاقتصادية والسياسية التي دعمته في الفترة الماضية. هذا التوجه يعكس قدرة الذهب على المحافظة على زخمه وسط تغيرات الأسواق العالمية وتوازنات العرض والطلب.