قفزة غير متوقعة.. الذهب يتجه لتسجيل أكبر مكاسب سنوية منذ 1979 رغم هبوط الأسعار المؤقت

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال التداولات الآسيوية اليوم الأربعاء، رغم أن المعدن الثمين ما زال متهيئًا لتسجيل أقوى مكاسب سنوية منذ عام 1979، وسط موجة جني أرباح بعد ارتفاعات قياسية متلاحقة، وقد ترافق هذا الاتجاه مع انخفاضات حادة في غالبية المعادن النفيسة الأخرى.

تطورات أسعار الذهب وتأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية

انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% ليصل إلى 4302.59 دولار للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 4549.71 دولار يوم الجمعة الماضي، في حين تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 1.7% لتسجل 4309.10 دولار للأوقية، ما يعكس بعض الضغوط البيعية وسط توجه المستثمرين لجني الأرباح؛ ويرجع الأداء القياسي خلال عام 2025 إلى مكاسب سنوية بلغت 66%، وهو أعلى مستوى للذهب في أكثر من أربعة عقود، مدعومًا بتوترات جيوسياسية وأحداث اقتصادية مؤثرة؛ فقد استند الذهب في صعوده إلى خفض معدلات الفائدة وتوقعات التيسير النقدي من الفيدرالي الأمريكي، بجانب طلب قوي من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات الصناديق المتداولة في البورصة، حيث شكلت هذه العوامل مجتمعة دعمًا أساسيًا للمعدن النفيس.

تأثير محضر اجتماع الفيدرالي على تحركات الذهب والمعادن النفيسة

أشار محضر اجتماع الفيدرالي لشهر ديسمبر إلى نقاشات مطولة بين صانعي السياسات حول خفض معدلات الفائدة، وبيّن الموافقة على خطوات خفض مستقبلي منتظرة خلال العام القادم، وهو ما يعزز عادة الطلب على الأصول التي لا تدر عوائد مباشرة مثل الذهب، لكنه في الوقت نفسه تسبب في تراجع الذهب مؤقتًا بسبب عوامل فنية وضعف أحجام التداول؛ وفي سوق المعادن الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 4.5% إلى 73.06 دولار للأوقية بعدما لامست مستوى قياسيًا عند 83.62 دولار بداية الأسبوع، ورغم هذا التراجع المؤقت، ما زالت الفضة مرتفعة بأكثر من 150% منذ بداية العام، متجهة لتحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخها، مدعومة بتصنيفها معدنًا حرجًا في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قيود المعروض وانخفاض المخزونات وزيادة الطلب الصناعي والاستثماري.

تطورات أسعار المعادن النفيسة الأخرى وتوقعات الأداء السنوي

شهد البلاتين تراجعًا قويًا في المعاملات الفورية بنسبة 12% ليصل إلى 1932.55 دولار للأوقية بعد وصوله إلى مستوى قياسي بلغ 2478.50 دولار يوم الاثنين، كما انخفض البلاديوم بنسبة 7.1% إلى 1496.75 دولار للأوقية، لكنه ما زال يتجه لإنهاء العام بارتفاع قدره 65%، مسجلًا أفضل أداء له خلال 15 عامًا؛ هذه التغيرات تعكس تقلبات السوق وتأثر المعادن النفيسة بعوامل متعددة تشمل السياسة النقدية، القيود على العرض، والطلب المتنامي على المعادن النادرة، مما يؤكد أهمية متابعة تحركات أسعار الذهب والمعادن المصاحبة.