قفزة اقتصادية.. ارتفاع أسعار الذهب 60% في 2025 وعيار 21 يقترب من 6 آلاف جنيه

حقق الذهب خلال عام 2025 أداءً غير مسبوق على المستويين العالمي والمحلي، مما يجعل سوق الذهب في مصر يشهد طفرة كبيرة وتحولات جوهرية تثري المستثمرين وتُعزز الطلب المحلي والدولي على المعدن النفيس. ويعكس هذا التغير تطورات في الأسعار وقوة الطلب التي تدعم مكانة الذهب كملاذ آمن ووعاء ادخاري رئيسي في ظل التقلبات الاقتصادية.

مراحل صعود أسعار الذهب العالمية وتطورات سوق الذهب في مصر

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا قياسيًا خلال عام 2025، حيث بدأت الأونصة عند مستوى 2624 دولارًا في يناير، ثم تزايدت تدريجيًا حتى شقّت طريقها نحو سعر بلغ 4549.98 دولارًا في ديسمبر، مسجلةً قفزة تجاوزت 70% على مدار العام، وسط أجواء من التوترات الجيوسياسية وضغوط تضخمية مستمرة، مع توقعات خفض أسعار الفائدة من البنوك المركزية الكبرى. خلال الأشهر الأولى، تحرك الذهب بسلاسة من 2624 إلى 3348 دولارًا، قبل تصحيح محدود في مايو ويونيو، وعاد للتعافي بقوة في النصف الثاني من العام ليسجل أرقامًا تاريخية تجاوزت حاجز 4000 دولار في أكتوبر، ليغلق 2025 بأداء تفوق كل الأصول الاستثمارية. على الصعيد المحلي، أوضح تقرير شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن السوق المصرية شهدت ارتفاعًا سعرهًا تفوق 60%، حيث بلغ متوسط سعر جرام الذهب عيار 21 مستويات قياسية تجاوزت 5900 جنيه مع نهاية ديسمبر، مدعومًا بصعود الأسعار العالمية وتغيرات سعر الصرف وزيادة الطلب المحلي على الذهب كحماية للقيمة.

التحولات التاريخية في سعر جرام الذهب عيار 21 خلال العقد الماضي في مصر

أوضح تقرير الشعبة أن سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر شهد تحولات جذرية خلال السنوات العشر الماضية، إذ ارتفع من 263 جنيهًا في ديسمبر 2015 إلى مستويات تتجاوز 5900 جنيه في 2025، مع فترات من الاستقرار النسبي بين عامي 2017 و2019 حيث تداول السعر في نطاق 640 إلى 658 جنيهًا. مع دخول 2020، عاد الذهب لتعزيز قيمته متجاوزًا 800 جنيه، بالرغم من مرحلة هدوء انتهت بنهاية 2021 عند 790 جنيهًا. شهدت السوق بعد ذلك قفزات حادة، خاصة منذ نهاية 2022 حيث ارتفع السعر أولًا إلى 1660 جنيهًا، ثم 2800 جنيه في ديسمبر 2023، وصولًا إلى 3800 جنيه بنهاية 2024، مما يؤكد استمرار التأثيرات التضخمية وزيادة الاعتماد على الذهب كملاذ آمن.

توجهات شعبة الذهب والمعادن الثمينة لدعم صناعة الذهب في مصر وتعزيز تنافسية السوق

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة، أن أداء الذهب في 2025 يعكس تحولًا هيكليًا في سلوك المستثمرين والمستهلكين، معززًا قدرة المعدن على الحفظ وتعظيم القيمة على المدى الطويل، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي المستمرة. كما شدد على ضرورة تطوير صناعة الذهب داخليًا لتعزيز القيمة المضافة وتحسين تنافسية السوق المصرية أمام التحديات العالمية. تسعى الشعبة إلى رفع صادرات الذهب والمعادن الثمينة إلى أكثر من 7 مليارات دولار بحلول 2026، مستفيدة من الطلب العالمي المتصاعد والتعاون المستمر مع الجهات الحكومية لتحقيق هذا الهدف، ما يُسهم في تحفيز القطاع ويزيد من فرص النمو الاقتصادي المرتبط بالمعدن النفيس.