صعود غير مسبوق .. الذهب يسجل أقوى أداء سنوي منذ 46 عامًا والفضة تقفز 150% في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب خلال عام 2025 ارتفاعًا مميزًا، حيث اقترب المعدن النفيس من تسجيل أقوى أداء سنوي له منذ 46 عامًا، بينما شهدت الفضة قفزة استثنائية بنسبة تقارب 150%، مدعومة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي أعادت ترسيخ مكانة الذهب كأحد الملاذات الآمنة في الأسواق العالمية.

عوامل صعود الذهب والفضة خلال عام 2025 وتأثيرها على الأسواق المالية

يعود الأداء المميز للذهب في 2025 إلى تراجع أسعار الفائدة التي قررت البنوك المركزية الكبرى اعتمادها، مما دفع المستثمرين لزيادة مشترياتهم من الذهب كأداة تحوط قوية، إضافة إلى تصاعد الطلب من الصناديق الاستثمارية المتداولة في الأسواق المالية، وسط حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمية. من جهة أخرى، استمر الطلب على الفضة في النمو، مدفوعًا بالتقلبات المالية والرواج حول التيسير النقدي المتوقع من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

التغيرات السعرية الحالية للذهب والفضة وتأثير الدولار الأمريكي عليها

شهد سعر الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الأربعاء بنسبة 0.17% ليصل إلى حوالي 4331.37 دولارًا للأوقية، رغم تحقيقه مستوى قياسي عند 4550 دولارًا خلال الجمعة السابقة؛ إلا أن المعدن الأصفر لا يزال يسير نحو تحقيق مكاسب سنوية تقارب 66% في 2025. أما الفضة، فقد حافظت على ارتفاعها القوي مع زيادة نسبتها إلى حوالي 150%. ويُعزى التراجع اللحظي في أسعار الذهب والفضة إلى عوامل فنية مؤقتة مثل ضعف أحجام التداول مع اقتراب العطلات وصعود الدولار الأمريكي، مما يجعل المعادن المقومة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

توقعات مستقبلية لمسيرة الذهب والفضة بناءً على المؤشرات الاقتصادية

يرى خبراء الاقتصاد أن مسيرة الذهب الصاعدة ما زالت قائمة بقوة، حيث يتوقع إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في مؤسسة “تيستي لايف”، أن يصل الذهب إلى مستوى 5000 دولار للأوقية بحلول نهاية الربع الأول من 2026، مؤكدًا أن العوامل الداعمة لهذه الزيادة أصبحت أكثر ثباتًا واستدامة، مما يعزز فرص استمرار الذهب في الارتفاع على المدى المتوسط، فيما يظل الطلب على الفضة يدعم مكاسبها الكبيرة عبر التفاعل مع سياسات التيسير النقدي والتغيرات الاقتصادية المتسارعة.