انخفاض مفاجئ.. تراجع حاد في أسعار الذهب يجذب المستثمرين نحو جني الأرباح المتسارع

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، آخر أيام عام 2023، نتيجة عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد وصول الأسعار إلى مستويات قياسية مؤخرًا، إضافة إلى ظهور مؤشرات على احتمال حدوث وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، مما أثر على حركة السوق سلبًا.

تراجع أسعار الذهب والفضة في ظل تحركات المستثمرين وتأثير الأحداث الجيوسياسية

كان تداول الذهب ضعيفًا مع استمرار موسم العطلات، ما دفع المستثمرين لتأجيل قرارات التداول الكبيرة إلى الأسبوع المقبل، وسط حالة من الترقب. انخفض سعر الذهب في عقود بورصة السلع بغرفة نيويورك تسليم يناير بحوالي 44.50 دولارًا، أي بنسبة 1.02%، ليصل إلى 1,732.60 دولارًا للأوقية. ورغم هذا التراجع الحاد خلال جلسة اليوم، سجل سعر الذهب زيادة تراكمية خلال عام 2023 بلغت حوالي 696.40 دولارًا للأوقية، ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 64.52% على أساس سنوي.

أما الفضة، فقد شهدت تراجعًا أكبر في الأسواق، حيث انخفض سعرها في العقود الآجلة بما يقارب 7.24 دولارًا، بنسبة تقارب 9.36%، ليصل إلى 70.134 دولارًا للأوقية. ومع ذلك، حافظت الفضة على مكاسبها السنوية الكبيرة التي وصلت إلى 41.1940 دولارًا، ما يعني ارتفاعًا سنويًا بنسبة 142.34%.

المفاوضات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب في الأسواق العالمية

على الصعيد الجيوسياسي، أعلنت روسيا أن مفاوضات السلام مع أوكرانيا قد دخلت مراحلها النهائية، رغم التصريحات المتباينة التي أدلى بها ترامب مؤكدًا وجود قضيتين شائكتين ما زالتا عالقتين، أبرزهما قضية السيادة على منطقة دونباس الصناعية التي تشكل محورًا مهمًا للصراع بين الطرفين. من جهة أخرى، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عدم ثقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقترحًا على ترامب زيارة أوكرانيا لتقييم الأوضاع ومناقشتها معه.

ويُنتظر أن يعقد زيلينسكي مباحثات مع حلفائه الأوروبيين في السادس من يناير، وسط توتر مستمر بين موسكو وكييف. وفي تطور آخر، نفت أوكرانيا بأوضح العبارات ادعاءات روسيا حول هجوم بطائرة مسيرة على مقر بوتين الرسمي، وصفتها بأنها “مفبركة”، بينما يستمر الوسطاء الأمريكيون في جهودهم لإنهاء الصراع الذي يبدو أنه يقترب من نهايته.

تصاعد التوتر الأمريكي الفنزويلي وتداعياته على الأسواق المالية

على الجبهة الأخرى، تصاعد النزاع بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد تقارير مؤكدة عن تنفيذ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) غارة بطائرة مسيرة في 24 ديسمبر استهدفت ميناءً ساحليًا في فنزويلا، في أول هجوم أمريكي مباشر على الأراضي الفنزويلية. جاء هذا التصعيد بعد اتهامات وجهها ترامب إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتسهيل تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وتصاعد الوجود العسكري الأمريكي حول فنزويلا منذ أغسطس الماضي بشكل لافت، حيث أمر ترامب قبل أسابيع بفرض حصار بحري كامل على ناقلات النفط التي تخضع للعقوبات وتغادر أو تدخل الأراضي الفنزويلية، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

تؤكد هذه التطورات تقلبات أسعار الذهب التي تأثرت بشكل مباشر بتحركات المستثمرين وردود الفعل العالمية تجاه الأوضاع السياسية والاقتصادية، مما يجعل متابعة الأسعار وتحركات السوق ضرورة لكل مهتم بالاستثمار في المعادن الثمينة.