الذهب يتجه نحو أفضل أداء سنوي منذ نصف قرن.. الفضة تسجل مكاسب غير مسبوقة في 2023

يتجه الذهب لتحقيق أقوى مكاسبه السنوية منذ أكثر من أربعين عامًا بنهاية عام 2025، حيث ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ بالرغم من التراجع الطفيف الذي شهده السوق مؤخرًا بسبب جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد موجة صعود غير مسبوقة. ويوضح هذا الاتجاه كيف أصبح الذهب من أهم الاستثمارات في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.

أداء الذهب وأسعاره في عام 2025 وأسباب ارتفاعه

شهد سعر الذهب الفوري استقرارًا عند مستوى 4345.75 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغ ذروة تاريخية عند 4549.71 دولارًا، كما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 0.5% لتسجل 4365 دولارًا للأونصة؛ ومع ذلك فقد ارتفعت أسعار الذهب بنحو 66% منذ بداية العام الجاري، مسجلة بذلك أكبر مكاسبها السنوية منذ عام 1979. يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل متشابكة أبرزها تخفيضات أسعار الفائدة التي ساعدت على زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن، إلى جانب التوترات الجيوسياسية التي زادت من المخاوف الاقتصادية. علاوة على ذلك، دعم الطلب القوي من البنوك المركزية والاستثمارات المتزايدة في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب هذه الموجة الصعودية.

ارتفاع الفضة وتأثيرها على سوق المعادن الثمينة خلال 2025

على الرغم من التراجع الأخير في أسعار الفضة الفورية بنسبة 4.5% لتصل إلى 73.06 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست مستوى قياسيًا عند 83.62 دولارًا، إلا أن الفضة لا تزال تسجل مكاسب مهولة تجاوزت 150% منذ بداية العام. يعزى هذا الأداء الاستثنائي إلى قيود المعروض العالمية، التي حدّت من توفر الفضة، بالإضافة إلى الطلب الصناعي المتزايد عليها خصوصًا في قطاعات الإلكترونيات والطاقة المتجددة، إلى جانب الطلب الاستثماري القوي الذي دفع الأسعار نحو مستويات غير مسبوقة. يبرز هذا الارتفاع الفضة كخيار جذاب للاستثمار في المعادن الثمينة لما لها من استخدامات صناعية متنوعة.

تراجع البلاتين رغم تحقيقه أكبر مكاسب سنوية في التاريخ

انخفض سعر البلاتين الفوري بنسبة 6.1% ليصل إلى 2065.80 دولارًا للأونصة، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2478.50 دولارًا. بالرغم من هذا التراجع، فإن المعدن سجل زيادة أكثر من 120% خلال عام 2025، محققًا بذلك أقوى مكاسب سنوية في تاريخه. يظهر هذا التناقض كيف يمكن لتحركات الأسعار اليومية أن لا تعكس الاتجاهات السنوية الكبرى، ويشير إلى أهمية متابعة الصعود القوي للبلاتين الذي يستند أيضًا إلى عوامل مثل العرض والطلب فضلاً عن التطورات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الصناعات الثقيلة والسيارات التي تستخدم البلاتين في أنظمة التحكم في الانبعاثات.