توزيع 2000 جنيه إسترليني على كل مشرد في بريطانيا.. خطوة جديدة تغير حياة المشردين وتفتح آفاق الأمل

تجربة توزيع 2000 جنيه استرليني على المشردين في بريطانيا أثارت اهتمامًا واسعًا لمعرفة مدى تأثير الدعم المالي المباشر على تسريع حصولهم على السكن. هذه الدراسة الفريدة تُمنح فيها دفعة نقدية لكل مشرد بقيمة 2000 جنيه استرليني، تُستخدم بحرية بهدف تحسين ظروفهم المعيشية والإسكانية، بينما يراقب باحثون من كلية كينغز لندن تأثير هذه الأموال على حياتهم لمدة عام.

تفاصيل عدد المستفيدين وكيفية توزيع 2000 جنيه استرليني على المشردين في بريطانيا

شارك في التجربة 250 مشردًا من مناطق بلفاست ولندن، وقُسم المشاركون إلى مجموعتين: يحصل نصفهم على مبلغ 2000 جنيه استرليني مباشرة في حساباتهم المصرفية، بينما لم يتلق النصف الآخر أي دعم مالي. قبل بدء التجربة، تم فحص المشاركين بدقة للتأكد من أن منح هذه الدفعة المالية لن تسبب أي ضرر؛ لذا استُبعد من يعانون من مشاكل إدمان لضمان سلامة التجربة ونتائجها.

نموذج الدراسة الكندي وتأثير توزيع 2000 جنيه استرليني على المشردين في بريطانيا

تستند هذه الدراسة في المملكة المتحدة إلى تجربة سابقة تم تنفيذها في فانكوفر بكندا عام 2018، حيث أظهرت النتائج أن المستفيدين من الدعم المالي قضوا وقتًا أقل في التشرد، ولم تزد إنفاقاتهم على الكحول أو المخدرات. تدير جمعية مركز تأثير التشرد (CFIH) هذه المبادرة بدعم احترافي من كلية كينغز لندن، وتحصل المستفيدون ذوو الخبرة الأخيرة في العيش بلا مأوى أو في مآوي مؤقتة على هذه الدفعات المالية مباشرة عبر حساباتهم المصرفية. ومع تأجيل إعلان النتائج النهائية حتى عام 2027، يركز الباحثون على متابعة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تطرأ على حياة المشردين.

دور مركز تأثير التشرد في تجربة توزيع 2000 جنيه استرليني على المشردين في بريطانيا والتصريحات المهمة

قالت ليجيا تيكسيرا، الرئيس التنفيذي لمركز تأثير التشرد، إن تحويل الأموال مباشرة إلى الأشخاص المحتاجين يمنحهم القدرة على السيطرة على حياتهم وسبل معيشتهم بدلًا من الاعتماد على أنظمة دعم معقدة. وأكدت أن هذا التوجه الجديد يهدف إلى تعزيز المشاركة الاقتصادية والمرونة الفردية، وليس مجرد تقديم دعم مؤقت. كما طرحّت تساؤلات حول أفضل السبل لمساعدة المجتمع، سواء بالاستمرار في التمويل لنظام أزمات متزايد أو عبر منح الأشخاص فرصة حقيقية للخروج من دائرة التشرد. وقد تواصلت مؤسسات البحث والدعم الخيري مع وسائل الإعلام لشرح أهداف التجربة وتفاصيلها.

تزايد مشكلة التشرد في بريطانيا وأسباب تفشيها

تأتي هذه التجربة في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المشردين، حيث تُقدر أعدادهم بنحو 300 ألف شخص يعيشون في ظروف صعبة للغاية. وأشار المسؤولون إلى أن بعض السياسات، مثل إطلاق السجناء مبكرًا من برامج حزب العمال وزيادة أعداد المهاجرين الذين يتم الإفراج عنهم من أماكن إقامة طالبي اللجوء، ساهمت جزئيًا في تفاقم الأزمة، ما جعل الحاجة إلى حلول مبتكرة أكثر إلحاحًا.

إحصائيات حديثة تعكس واقع التشرد وتأثير توزيع 2000 جنيه استرليني على المشردين في بريطانيا

كشف تقرير صادر عن جامعة هيريوت-وات أن عدد المشردين في إنجلترا وصل إلى 299,100 شخص عام 2024، مسجلًا زيادة بنسبة 21% مقارنة بعام 2022، وارتفاعًا بنسبة 45% منذ 2012. كما ارتفع الطلب على المساعدة من المجالس المحلية بنسبة 70%، مع تصاعد في معدلات التشرد في لندن وشمال إنجلترا بشكل خاص. أشار التقرير إلى زيادة بنسبة 37% في حالات التشرد بعد الإخلاءات من أماكن إقامة طالبي اللجوء، نتيجة تسريع قرارات وزارة الداخلية بشأن المطالبات، إضافة إلى ارتفاع بنسبة 22% للتشرد الناتج عن الخروج من المستشفيات والسجون، مع تزايد الضغوط المالية على المجالس المحلية بسبب برامج الإفراج المبكر عن السجناء. كذلك تم تسجيل أثر سلبي لحد تقليص أيام الإقامة الحكومية المعطاة لطالبي اللجوء، مما أدى إلى ترك البعض منهم بلا مأوى.