استنكار واسع.. هجوم المكلا يشعل الغضب الشعبي ويدفع إلى مطالبات عاجلة في اليمن

يترتب على هجوم ميناء المكلا في حضرموت استياء واسع بين الأوساط السياسية والفكرية في اليمن، حيث يمثل هذا التصعيد العسكري نقطة تحول في المشهد السياسي والعسكري في المحافظة وبقية أنحاء البلد. يعكس هذا الحدث تعقيدات القضية الجنوبية وأبعادها السياسية التي لا يمكن تجاهلها في أي تسوية مستقبلية.

تأثير هجوم ميناء المكلا على المشهد السياسي والعسكري في اليمن

يرى محللون سياسيون أن الهجوم على ميناء المكلا يضيء على مواجهة مباشرة لقضية الجنوب اليمني، والتي غالبًا ما كانت تتم تحت الطاولة بإدعاءات حرص مزيفة، ويضيف الكاتب السياسي صالح علي الدويل باراس أن هذا تصعيد سيضع القضية الجنوبية بقوة على الطاولة الدولية، ما سيغير بشكل جلي موازين القوى على الساحة اليمنية. كما أشار باراس إلى أن الهجوم لن يفرض واقعًا جديدًا عسكريًا بمفرده، بل سيدفع الأطراف الإقليمية إلى مراجعة استراتيجياتها، حاملاً القضية الجنوبية كملف حاسم في أي حل سياسي شامل، لا يمكن تجاهله أو إهماله.

ردود الفعل اليمنية تجاه الهجوم وتأثيره على التحالفات الإقليمية

تأتي ردود الأفعال متباينة بين السياسيين والخبراء، حيث يرفض أعضاء مجلس القيادة اليمني القرارات الفردية التي تصدر عن بعض الأطراف واتهموا بعضهم بمحاولات تقويض التحالفات، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات مع الإمارات. من جهته، شدد حسين حنشي، رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية، على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل الصوت الجماهيري الجنوبي ويملك سيطرة فعلية على الأرض، معتبرًا أن الهجمات لا تنفي دوره في مكافحة الإرهاب وأن محاولة تجاهله هي محاولات للسيطرة الكاملة على الجنوب.

التداعيات العسكرية والقانونية لهجوم ميناء المكلا على القضية الجنوبية

يشير الهجوم الذي نفذته الغارات السعودية إلى تصعيد عسكري واضح في محافظة حضرموت، حيث أسفر القصف عن اندلاع حريق كبير في الميناء الحيوي، وهو ما أدانه المجلس الانتقالي الجنوبي واصفًا الهجوم بأنه اعتداء منفرد. ويرى المحللون أن مثل هذه العمليات لن تفرض واقعًا جديدًا، لكنها تعزز الموقف التفاوضي والعسكري للمجلس الانتقالي الذي سيحظى بدعم أكبر، خاصة أمام الضغوط الدولية المتوقعة التي قد تدفع الأطراف الإقليمية إلى تغيير طريقة تعاملها مع ملف الجنوب.

تثير هجمات ميناء المكلا على حضرموت حالة من الاستقطاب والاحتقان، حيث توضح ردود الفعل أن الجنوب سيكون محل اهتمام دائم في المشهد السياسي والعسكري اليمني؛ إذ سيظل المجلس الانتقالي الجنوبي قوة مؤثرة بقوتها العسكرية وتوازناتها السياسية، مما يجعل أي محاولة لتهميش هذه القضية صعبة في ظل التطورات الميدانية والضغوط الدولية القادمة.