إبداع مستمر .. «كحلة الأهذاب» يحتفي بـ70 عاما على تأسيس فرقة مدينة تونس للمسرح ويبرز إرثها الغني

شهد عرض مسرحي “كحلة الأهذاب” على خشبة المسرح البلدي بالعاصمة تونس احتفالاً بمرور 70 عامًا على تأسيس فرقة مدينة تونس للمسرح، حيث انعكس فيه الإرث الثقافي والفني الذي رسخته هذه الفرقة العريقة في تونس والمنطقة العربية، التي تأسست في يناير 1955 عقب جهود مستمرة لمثقفين وفنانين من أواخر الأربعينيات، سعوا لإبراز هوية فنية وطنية قوية خلال فترة الاستعمار الفرنسي.

تطور فرقة مدينة تونس للمسرح وتفاصيل عرض “كحلة الأهذاب” الاحتفالي

تُعد فرقة مدينة تونس للمسرح من أقدم الفرق المسرحية وأشهرها في تونس والعالم العربي، حيث سجلت عبر مراحل طويلة إنجازات بارزة على الصعيد الأدبي والفني، بفضل مجهودات أسماء بارزة مثل محمد عبدالعزيز العقربي، علي بن عياد، وبشير الدريسي، الذين ساهموا في بناء مشهد مسرحي متميز؛ تمثّل مسرحية “كحلة الأهذب” إنتاجًا حمل توقيع الطاهر عيسى بالعربي ككاتب ومخرج، وشارك فيها نخبة من الممثلين الموهوبين منها كوثر الباردي وفرحات الجديد، مُسلّطة الضوء على تاريخ اجتماعي وثقافي لتونس خلال الفترة الممتدة من ثلاثينيات القرن الماضي إلى نهايات الخمسينيات؛ مع التركيز على دور المرأة في المقاومة الثقافية والسياسية وتشكيل الدولة الحديثة.

الدور المحوري للمرأة والفنانين في تأسيس الهوية الثقافية التونسية عبر “كحلة الأهذاب”

يبرز العرض أهمية المرأة التونسية في بناء الوعي الثقافي الوطني وصياغة مسيرة اجتماعية متطورة في مرحلة حرجة شهدت تحديات كبيرة؛ كما يعرض دور فنانين بارزين مثل صليحة، شافية رشدي، حسيبة رشدي، علي الرياحي والهادي الجويني في ترسيخ الفن التونسي الوطني وتقوية هويته الوطنية، ويُبرز المشهد الفني أغنية “كحلة الأهذب” التراثية التي عبرت عن روح تلك الحقبة وجمال التعبير الفني فيها؛ إذ ظلّت المرأة محورًا أساسيًا في الحياة الثقافية من خلال إبداعاتها التي كان لها دور كبير في تشكيل الجمهورية عبر مختلف الفنون.

تكريم فرقة مدينة تونس للمسرح وأبرز رموزها عبر عقود الفن التونسي

شددت مديرة الفرقة على أن مسرحية “كحلة الأهذب” تمثل خلاصة 30 عامًا من الفكر السياسي والفني التونسي من منظور نسائي، واعتبرت أن فرقة مدينة تونس للمسرح تمثل ذاكرة فنية حيّة للمسرح الوطني؛ فاحتفالها بذكرى التأسيس هو تكريم لأجيال من المسرحيين من كتاب، مخرجين، ممثلين وتقنيين ساهموا في إثراء المشهد المسرحي؛ عقب العرض تم تكريم شخصيات بارزة مثل منى نور الدين، عبدالعزيز المحرزي، وعمر زويتن، تقديرًا لمساهماتهم الاستثنائية في الفن، مع وجود توقعات لعرض المسرحية في مهرجان قرطاج القادم للاحتفاء بهذه المسيرة الفنية العريقة.