تغيرات حاسمة .. مستقبل شهادات الادخار بعائد مرتفع يشهد تحولات مجدية بعد قرار «المركزي» بشأن أسعار الفائدة

شهدت أسعار الفائدة في السوق المصرفية المصرية تحولات ملموسة بعد قرار البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة بنسبة 1%، مما أثار تساؤلاً حول إمكانية طرح شهادات ادخار بعائد مرتفع من قبل البنوك، خاصة في ظل رفع البنك المركزي سعر الفائدة للودائع إلى 20% وللاقتراض إلى 21%، فيما لا تزال شهادات الادخار المقدمة من البنوك تتفاوت بين 15% و17.75%، مع استمرار بنكي مصر والأهلي في صرف مستحقات تفوق التريليون جنيه، وهو ما يعكس حاجة القطاع المصرفي لجذب السيولة المفقودة رغم قيود خفض الفائدة على الطموحات المتعلقة بالعوائد الأعلى.

تأثير تخفيض اسعار الفائدة على شهادات الادخار في مصر

من المتوقع أن تبقى عوائد شهادات الادخار في السوق أقل من 20%، في ظل التيسير النقدي الذي ينتهجه البنك المركزي المصري، إذ يرى الخبير المصرفي محمد عبد العال أن أي طرح جديد لشهادات الادخار لن يتجاوز عائدها ما بين 17% و18%، مع اتجاه واضح نحو تقديم شهادات ذات آجال قصيرة، خصوصاً مع نقص هذه الفئة بعد انتهاء آجال الشهادات السنوية في بنكي مصر والأهلي، مما يستدعي ضرورة إعادة إصدار شهادات بعوائد تنافسية وبآجال متنوعة لتلبية طلبات السوق. ويؤكد عبد العال على أهمية مشاركة البنوك التجارية الخاصة في هذه المبادرة لتوفير خيارات متجددة وشهادات ملائمة لمختلف متطلبات العملاء.

المنافسة المتزايدة بين البنوك في سوق الشهادات الادخارية

تتجه البنوك إلى تطوير خدماتها وتعزيز تنافسيتها عبر تقديم تسهيلات وخدمات سريعة تركز على تقليل هوامش التكلفة، كما يُتوقع توسعها في تقديم قروض بضمان شهادات الادخار، ما يمنح العملاء خيارات متعددة لإدارة مواردهم المالية بشكل أكثر مرونة. هذا التوجه يعكس حرص البنوك على جذب العملاء واستعادة السيولة في ظل البيئة المصرفية الحالية التي تشهد تغييرات مستمرة.

توقعات مستقبلية لتخفيض أسعار الفائدة وتأثيرها على شهادات الادخار

يركز البنك المركزي على تحقيق خفض تدريجي في معدلات الفائدة بهدف مواجهة التضخم وتحسين المؤشرات الاقتصادية، مع توقعات بانخفاض يتراوح بين 600 و800 نقطة أساس حتى عام 2026، ما سيؤدي إلى تراجع أسعار الفائدة بشكل عام في السوق المصرية، وهو ما سينعكس بالتأكيد على عوائد شهادات الادخار ويعيد تشكيل استراتيجيات البنوك في جذب المدخرين. هذا المسار يعيد تشكيل مشهد الشهادات الادخارية ويجعل من المناسبات القادمة فرصة لبنوك مصر لتقديم منتجات جديدة تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية.