تضاعف الطلب.. الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية مع تصاعد التوترات وضعف الدولار العالمي

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القوي لتحقيق مستويات قياسية غير مسبوقة نتيجة زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتراجع أداء الدولار الأمريكي، مما عزز مكاسب المعادن النفيسة مع اقتراب نهاية عام 2025.

ارتفاع أسعار الذهب وأهم العوامل الدافعة لتحرك السوق نهاية 2025

سجلت أونصة الذهب أعلى مستوى تاريخي لها عند 4536 دولارًا، حيث شهدت الأسواق طلبًا متزايدًا من المستثمرين مع اقتراب انتهاء العام وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي؛ إذ أعادت الأسواق نشاطها بعد عطلة عيد الميلاد ومضت أسعار الذهب في صعودها لليوم الرابع على التوالي، محققة ثباتًا فوق 4500 دولار للأونصة، ما يشير إلى قوة الاتجاه الصاعد على المدى القصير. وتعكس مؤشرات الزخم الفني أن الذهب يظل في مناطق التشبع الشرائي، ما يؤكد استمرار الطلب القوي، رغم احتمالات حدوث بعض التصحيحات السعرية جنيًا للأرباح. كما أن استمرار الضغوط الجيوسياسية وتباطؤ السياسات النقدية المتشددة على مستوى العالم من المتوقع أن يدعم بقاء الذهب عند مستويات مرتفعة في الفترة القادمة.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب وجاذبيته كأداة تحوط في الأسواق

يُنظر إلى الذهب الآن كأحد أهم أدوات التحوط لمواجهة تقلبات الأسواق في ظل تصاعد القلق بشأن النمو الاقتصادي العالمي؛ حيث تدعم هذه المخاوف الإقبال المتزايد على الذهب من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية. بالإضافة إلى ذلك، دفعت عدة عوامل مثل ضعف السيولة في نهاية العام، وتوقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار، وتفاقم المخاطر الجيوسياسية المعادن النفيسة إلى مستويات قياسية؛ ومنها الإجراءات الأمريكية الأخيرة، التي تضمنت فرض ضغوط على صادرات النفط الفنزويلية، مما أثار مخاوف من اضطرابات الإمدادات، وتصريحات شنت القوات الأمريكية غارات على مواقع في نيجيريا، مما يشير إلى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية، كل ذلك يعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن.

العلاقة بين ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات ودعم صعود أسعار الذهب

تداول الدولار قرب أدنى مستوياته خلال الشهور الثلاثة الماضية مع تصاعد الضغوط السلبية بسبب توقعات خفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال العام المقبل؛ ورغم بعض التعافي الطفيف فإن الدولار ما زال يواجه ضغوطًا كبيرة؛ ما يرفع من فرص استمرار ارتفاع سعر الذهب نظرًا للعلاقة العكسية بينهما. في الوقت ذاته، ساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية في تعزيز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد كالذهب، إذ يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم بشأن أسعار الفائدة ويحيلون محافظهم الاستثمارية نحو المعادن الثمينة التي تحتفظ بالقيمة. وخلال عام 2025، شهد الذهب ارتفاعًا قويًا بنسبة 72%، وهو أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979، مدفوعًا بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية، وتصاعد الغموض الجيوسياسي، وزيادة الطلب من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة.

الفترة صافي التدفقات لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب (طن)
الأسبوع المنتهي 19 ديسمبر 3.1
صناديق أمريكا الشمالية 9.2
الصناديق الأوروبية -6.4

أعلن مجلس الذهب العالمي عن استمرار صافي التدفقات الإيجابية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع السابع على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر، حيث بلغ صافي التدفقات 3.1 طن، وهو أقل مستوى خلال آخر 5 أسابيع، مع سيطرة التدفقات الداخلة على صناديق أمريكا الشمالية والتي سجلت 9.2 طن، في مقابل خروج 6.4 طن من صناديق أوروبا. تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تؤكد استمرار الطلب القوي على الذهب وسط ظروف السوق الحالية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة