قفزة غير مسبوقة.. أسعار الذهب تسجل مستويات تاريخية وتتسبب في جدل واسع بين المستثمرين
ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية خلال عام 2025 بفعل مزيج معقد من الاضطرابات السياسية والتحولات الاقتصادية الكبرى، حيث توجه المستثمرون إلى المعادن النفيسة باعتبارها ملاذات آمنة وسط تدهور قيمة الدولار الأمريكي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مما أدى إلى تسجيل الذهب والفضة قفزات غير مسبوقة في الأسواق العالمية.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية
شهدت أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة تأثيراً واضحاً نتيجة للتوترات الجيوسياسية التي عصفت بأسواق المال، حيث تجاوز الذهب الفوري سعر 4530 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بتصاعد الأزمة في فنزويلا عقب تشديد الولايات المتحدة حصارها على ناقلات النفط للضغط على حكومة مادورو. بجانب ذلك، أعلنت واشنطن عن ضربات جوية ضد تنظيم “داعش” في نيجيريا، ما زاد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن. كل ذلك دفع المستثمرين والصناديق الاستثمارية للتوجه نحو المعادن الثمينة بعيدًا عن الأسهم والسندات التقليدية التي تتأثر سلبيًا بالصراعات العسكرية والسياسية المتصاعدة.
العوامل الاقتصادية المؤثرة في أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة خلال 2025
تلعب العوامل الاقتصادية دورًا رئيسيًا في أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة، لا سيما مع انخفاض مؤشر “بلومبرج” للدولار بنسبة 0.8% خلال أسبوع واحد، وهو أكبر هبوط للعملة الأمريكية منذ يونيو 2024. هذا التراجع عزز جاذبية المعادن الثمينة كمخزن للقيمة يحمي المال من تقلبات العملات. وكذلك، استمرت الفضة في الارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي، مسجلة زيادة بنسبة 4.5% لتتجاوز 75 دولارًا للأونصة لأول مرة؛ بدفع من التدفقات المضاربية وتعطل سلاسل الإمداد العالمية، التي شهدت شحًا حادًا وأدت إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
| المعدن النفيس | السعر المسجل (للأونصة) | نسبة الارتفاع السنوي |
|---|---|---|
| الذهب الفوري | 4516.70 دولار | 70% |
| الفضة | 74.94 دولار | 150% |
| البلاتين | 2381.53 دولار | أعلى مستوى منذ 1987 |
أداء المعادن النفيسة وتحليل أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة في الأسواق العالمية
تعكس أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة تحولات استثمارية بارزة خلال عام 2025؛ حيث ارتفع الذهب بنسبة 70%، بينما سجلت الفضة ارتفاعًا استثنائيًا تجاوز 150%، وهو أفضل أداء منذ عام 1979. تعزز هذه النتائج عدة عوامل استثمارية مهمة، تتمثل في:
- ازدياد مشتريات البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار.
- تدفق السيولة الكبيرة نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الخاصة بالمعادن النفيسة.
- تأثير تخفيضات سعر الفائدة المتتالية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
- توقعات المستثمرين بتواصل تخفيض تكاليف الاقتراض في 2026.
- زيادة حيازات صندوق “SPDR Gold Trust” التابع لستيت ستريت كورب بنسبة تفوق 5%.
لا يقتصر تأثير أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة على الذهب فقط، بل تشمل أيضًا قوة الفضة التي استقطبت تدفقات ضخمة إلى مخزونها في لندن بعد موجة الضغط في أكتوبر، في حين بقي جزء كبير من المعروض محتجزًا في نيويورك. يترقب المستثمرون قرارات وزارة التجارة الأمريكية بخصوص الرسوم والقيود على واردات المعادن الحيوية، إذ يمكن أن تؤدي أي قرارات جديدة إلى تجدد ارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، سجل البلاتين والبلاديوم نقلة نوعية في الأسعار بارتفاعات بلغت 4.8% و4% على التوالي، مما يعكس التفاؤل في سوق المعادن النفيسة التي أصبحت الملاذ الموثوق في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادية والجيوسياسية.
تُظهر الأسواق المحلية انعكاسًا مباشرًا لهذه التطورات، حيث شهدت أسعار الذهب عيار 18 والسبائك حركة متسارعة في دول مثل مصر والبحرين بتاريخ 25 ديسمبر 2025، مما يبرز التأثير القوي لأسواق المعادن العالمية على القدرة الشرائية وحماية المدخرات من تآكل قيمة العملات الورقية.
