الذهب والفضة تقترب من قفزات قياسية.. «آي صاغة» يكشف كيف تقود ضعف السيولة وخفض الفائدة أوقية الذهب إلى حدود 5 آلاف دولار

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية والأسواق العالمية بشكل ملحوظ خلال تعاملات الجمعة، مدفوعة بموجة من المضاربات القوية وضعف السيولة مع اقتراب نهاية العام، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية. يتجلى هذا الارتفاع بشكل واضح في ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 6025 جنيهًا، مع تسجيل الأوقية العالمية زيادة وصلت إلى 31 دولارًا.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره على السوق المحلية والعالمية

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا كبيرًا، حيث أشار المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» إلى زيادة بنحو 60 جنيهًا على جرام عيار 21، ليصل بذلك إلى سعر 6025 جنيهًا، كما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 6886 جنيهًا، وعيار 18 إلى 5164 جنيهًا، بما يعكس تأثير المضاربات والتقلبات العالمية على السوق المحلية؛ في الوقت نفسه، سجل سعر الجنيه الذهب مستوى 48.2 ألف جنيه، بينما لامست الأوقية العالمية 4511 دولارًا بعد وصولها إلى أعلى مستوى تاريخي عند 4531 دولارًا. تعكس هذه الأرقام تفاعل السوق المحلي مع الأحداث العالمية بشكل مباشر، حيث ترتفع أسعار الذهب نتيجة عوامل متعددة تشمل ضعف الدولار الأميركي وعدم استقرار الأوضاع الجيوسياسية.

الأساسيات الاقتصادية وراء ارتفاع سعر جرام الذهب عالميًا ومحليًا

ينبع صعود أسعار الذهب من عدة عوامل اقتصادية ومصرفية مهمة، أبرزها التيسير النقدي الذي يمارسه البنك المركزي المصري بخفض مستمر لأسعار الفائدة، حيث خفض البنك الفائدة خمس مرات خلال 2025 بمقدار 625 نقطة أساس تدريجيًا منذ أبريل، الأمر الذي يسهم في تحريك الطلب على الذهب كملاذ آمن. إلى جانب ذلك، يُسهم تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض معدلات التضخم مع تحسن سعر صرف الجنيه المصري في تعزيز دور الذهب في الحماية من المخاطر المالية. كما تلعب المضاربات والزخم السوقي دورًا رئيسيًا، لا سيما مع انخفاض السيولة ونشاط المضاربين في نهاية العام، ما رفع من وتيرة الصعود وأدخل الذهب ضمن قائمة الأصول التي تحقق مكاسب قياسية.

توقعات مستقبلية لسعر جرام الذهب في ظل الأوضاع العالمية الراهنة

تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب في النصف الأول من عام 2026، مع توقع وصول سعر أوقية الذهب إلى مستوى 5000 دولار، في حين قد تتصدر الفضة حاجز 100 دولار للأوقية لأول مرة. ويرتبط هذا الاتجاه بضعف الدولار الأمريكي وتوقع المزيد من خفض أسعار الفائدة عالميًا، بالإضافة إلى تزايد مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، التي تعزز من الطلب على الذهب. أما على المستوى المحلي، فأسعار الذهب رغم ارتفاعها إلى مستويات قياسية قرب 5990 جنيهًا للجرام، إلا أنها تتداول حاليًا بأقل من السعر العالمي، بسبب تسعير الدولار المستخدم في الحسابات بسعر أقل من السعر الرسمي؛ ما يشجع على البيع وجني الأرباح، ويستمر في دعم تصدير الذهب الخام لتوفير العملة الأجنبية.