ارتفاع تاريخي.. كيف دفع ضعف السيولة وخفض الفائدة الذهب والفضة لقمم غير مسبوقة حسب «آي صاغة»؟
ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بزخم السوق ومضاربات نهاية العام، إلى جانب توقعات استمرار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة»؛ حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية ارتفاعًا بلغ نحو 60 جنيهًا ليصل إلى 6025 جنيهًا، فيما شهدت الأوقية ارتفاعًا بقيمة 31 دولارًا مسجلة 4511 دولارًا بعد أن لامست 4531 دولارًا، وهو أعلى مستوى تاريخي لها.
ارتفاع أسعار الذهب المحلية والعالمية وسط تقلبات السوق
تصاعدت أسعار الذهب المحلية اليوم مع استمرار التأثر بالتقلبات العالمية وسعر صرف الدولار، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 6886 جنيهًا، وعيار 18 بلغ حوالي 5164 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 48200 جنيهًا. وفي الأسواق العالمية، حافظ الذهب والبلاتين على مستويات تاريخية جديدة، وجاءت الفضة لتتجاوز حاجز 75 دولارًا للأوقية للمرة الأولى، ما يعكس استمرار الطلب على المعادن النفيسة في ظل المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
عوامل دفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مع توقعات مستقبلية
يعود الارتفاع القياسي في أسعار الذهب إلى عدة عوامل متداخلة؛ منها انخفاض السيولة مع اقتراب نهاية العام، توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية لفترة أطول، وضعف الدولار، إضافة إلى ارتفاع التوترات الجيوسياسية، وموجة المضاربات التي عززت زخم السوق. وفقًا لسعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، تجاوزت مكاسب الذهب 70% منذ بداية 2025، مسجلة أقوى أداء سنوي منذ عام 1979، بينما تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي في النصف الأول من 2026، حيث قد تصل أوقية الذهب إلى 5000 دولار والفضة إلى 100 دولار للأوقية.
التأثيرات الاقتصادية والسياسية على أسعار الذهب والاستثمار في المعدن النفيس
لعبت السياسات النقدية للولايات المتحدة وقرارات الاحتياطي الفيدرالي دورًا هامًا في تعزيز جاذبية الذهب، وذلك بعد خفض الفائدة بمجموع 75 نقطة أساس خلال عام 2025، ما رفع الطلب على الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب. كذلك، تعزز الطلب بفعل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي، في حين أظهر الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث نموًا ملحوظًا بلغ 4.3% رغم مؤشرات اقتصادية أخرى متباينة. على المستوى المحلي، استمر البنك المركزي المصري في خفض أسعار الفائدة بنحو 100 نقطة أساس، ما ساهم في استقرار الجنيه المصري وتحسين التدفقات بالعملة الأجنبية، مما يدعم السوق المحلية للذهب.
| نوع الذهب | السعر في السوق المحلية (جنيهًا) | السعر العالمي (دولار للأوقية) |
|---|---|---|
| جرام عيار 21 | 6025 | — |
| جرام عيار 24 | 6886 | — |
| جرام عيار 18 | 5164 | — |
| جنيه الذهب | 48200 | — |
| الأوقية | — | 4511 |
| الفضة (لأوقية) | — | 75+ |
ظل الطلب على الذهب قويًا رغم انخفاض نسبي في النشاط مع اقتراب نهاية العام، حيث يعكس المعدن النفيس ملاذًا آمنًا في مواجهة الاضطرابات السياسية وعدم اليقين الاقتصادي، إضافة إلى استمرار توجه البنوك المركزية لزيادة مشترياتها، التي بلغت 280 طنًا إضافيًا في الربع الثالث من عام 2025؛ ما يُعد قاعدة صلبة لسوق الذهب ويُحول أي تراجع محتمل إلى فرص شراء ضمن الاتجاه الصعودي.
وبالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية المتباينة وسط توقعات السوق بتثبيت أسعار الفائدة الأمريكية ثم العودة للتيسير لاحقًا، يبقى الذهب متماسكًا عند مستويات مرتفعة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة، مدعومًا بشح السيولة والعوامل الجيوسياسية التي تعزز قيمته كأصل يُعتمد عليه للحماية والتحوط.