تغيرات مفاجئة.. مسار أسعار الذهب بعد تجاوز حاجز 4500 دولار دولياً وحيثيات التأثيرات المحتملة

تحركات سوق المعادن النفيسة وتوقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025

مع اقتراب نهاية العام، بدأ المتداولون بالتوجه نحو جني الأرباح جراء القفزات السعرية الكبيرة التي شهدها الذهب، الذي حافظ على مكاسبه السنوية قرب 70%، فيما تضاعفت قيمة البلاتين أكثر من مرتين؛ وأظهرت المؤشرات الفنية توجهات واضحة نحو البيع، خاصة مع دخول مؤشر القوة النسبية للذهب خلال 14 يوماً في منطقة “ذروة الشراء”، مما يشير لاحتمالية حدوث تصحيح أسعار أو توقف مؤقت للزخم الصعودي. وتعتمد قوة الذهب على مكانته كملاذ آمن، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في فنزويلا وفرض الحصار الأمريكي على ناقلات النفط، إلى جانب توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتكاليف الاقتراض خلال العام المقبل؛ ومن خلال هذه التحركات الكبرى يتضح جلياً ملامح توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025.

المعدن النفيس أعلى مستوى تاريخي مسجل نسبة الارتفاع السنوي التقريبية
الذهب 4500+ دولار للأونصة 70%
الفضة 70 دولار للأونصة أفضل أداء منذ 1979
البلاتين 2377 دولار للأونصة 160%
البلاديوم أعلى مستوى في 3 سنوات 100%

العوامل الأساسية المؤثرة على توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025

تستند توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 إلى عوامل متعددة، أبرزها زيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال المتزايدة نحو صناديق المؤشرات المتداولة؛ فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي نمواً مستمراً في حيازات هذه الصناديق شهرياً طوال العام، عدا مايو؛ بالإضافة إلى ذلك، ساهمت السياسات التجارية للأمريكي السابق دونالد ترامب وتهديداته لاستقلالية البنك المركزي في تعزيز الطلب على المعادن، إلى جانب لجوء المستثمرين إلى “تجارة خفض قيمة العملة” للهروب من تآكل قيمة السندات والعملات التقليدية بسبب تراكم الديون التضخمية. وتؤكد المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس تفاؤلها بتوقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 مع احتمال وصول الذهب إلى 4900 دولار بحلول 2026، فيما يوضح الخبراء أن المحرك الأساسي هو مزيج من الطلب الحقيقي وحساسية السوق للمخاطر الاقتصادية.

  • زيادة التدفقات النقدية لصندوق SPDR Gold Trust بأكثر من 20%
  • مواصلة الاضطرابات في مراكز التداول الرئيسية، خاصة الفضة والبلاتين
  • تحقيقات وزارة التجارة الأمريكية حول واردات المعادن الحيوية وتأثيرها على الأمن القومي
  • نقص السيولة في سوق لندن وتحول البنوك لتخزين المعادن في الولايات المتحدة للتحوط من الرسوم الجمركية

التقلبات الحادة للبلاتين والفضة ضمن توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025

سجلت الفضة مستوى قياسياً جديداً بتجاوزها حاجز 70 دولاراً للأونصة لأول مرة، وهو ارتفاع أكثر إثارة من الذهب، بسبب ارتباطه الكبير بالتدفقات المضاربية وقيود التوريد؛ وأدت الكميات الكبيرة التي دخلت خزائن لندن إلى دعم السوق، رغم استمرار انتظارية المخزون الأكبر في نيويورك لقرارات تجارية أمريكية متوقعة قد تفرض تعريفات جمركية؛ ويرى الخبراء أن ارتفاع الفضة هذه المرة مدعوم بطلب مادي حقيقي، ما يقلل احتمالية اعتباره فقاعة مضاربة عابرة. وعلى صعيد البلاتين، تجاوز المستوى 2300 دولار للأونصة لأول مرة منذ 1987، نتيجة نقص المعروض واضطرابات الإنتاج في جنوب إفريقيا التي تسبب في عجز سنوي للعام الثالث على التوالي؛ رغم التراجعات الطفيفة التي شهدها البلاتين والبلاديوم بعد الوصول إلى القمم الأعلى، يبقى أداؤهما السنوي استثنائياً ضمن توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025، التي تعيد تعريف الاستثمار الآمن.

تستمر العلاقة المتوازنة بين الطلب الصناعي والتحوط الاستثماري في تحديد مستقبل المعادن البيضاء وجيرانها الثمينة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة التي تدفع رؤوس الأموال للابتعاد عن الأصول التقليدية التي تواجه مخاطر التضخم والتقلبات السياسية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.