طارق الشيخ.. آمن بـ«الكيف» ونجح عبر «كتاب حياتي يا عين» في نقل دستور الحزن بأسلوب فريد

أغنية «الكيف» تمثل صفحة مؤثرة في حياة المطرب الشعبي طارق الشيخ الذي يرى أن الفن الشعبي الحقيقي ينبع من ألم صادق وتجارب واقعية، خصوصًا في ظل تأثير المخدرات على الوسط الفني الذي أفقده العديد من النجوم بسبب الإدمان الذي يخيم على مستقبلهم. جاءت الأغنية كمرآة تعكس المأساة التي شهدها الشيخ شخصيًا في محيطه الفني، مما منحها صدقًا وأثرًا قويًا في قلوب محبي الفن الشعبي.

تجربة طارق الشيخ مع أغنية «الكيف» والتعبير الصادق عن الواقع الفني

تُبرز أغنية «الكيف» براعة طارق الشيخ في نقل تجربة حية مليئة بالتحديات، حيث لم تكن كلمات الأغنية مجرد حوار فني، بل رسالة صادقة مرتكزة على وقائع مر بها داخل الوسط الفني الشعبي، الذي شهد تراجعًا وتأثرًا متزايدًا بالإدمان. رغم تردد الشيخ في البداية خشية الانتقاد، إلا أن إيمانه بالصدق الفني دفعه إلى الإقدام على طرحها، لكونه شاهدًا على الخسائر التي سببتها المخدرات لزملائه، وهذا ما يميز الفنان الشعبي الحقيقي الذي يظل صامدًا فقط من خلال صدق مشاعره التي تتجاوز حدود الكلمات إلى قلوب المستمعين.

الفرق بين الفن الشعبي الأصيل وأغاني المهرجانات في نقل الوجع الحقيقي

يرى طارق الشيخ أن إنجاز عمل فني شعبي أصيل يتطلب شغفًا وجهدًا كبيرين، لا يقتصر فقط على سرعة الإنتاج بل يحتاج إلى وقت طويل لصقل الكلمة واللحن، إذ قد تستغرق بعض المواويل عامًا كاملاً حتى يكتمل إحساس الفنان بها. يعارض الشيخ موجة أغاني المهرجانات التي تفتقر إلى عمق المعنى والروح، إذ تعتمد بشكل رئيسي على الإيقاع والانتشار، دون تعبير صادق عن هموم الناس، بينما يُعرف الموال الشعبي بفرادته التي تجمع بين الصوت القوي والإحساس العميق مع تجويد ناعم، مما يمنحه قدرة خاصة على التواصل مع مشاعر الجمهور وخلق تفاعل صادق.

حسن الأسمر وأثر «كتاب حياتي يا عين» كقفزة في تاريخ الأغنية الشعبية

في رأي طارق الشيخ، يشكل المطرب الراحل حسن الأسمر مثالًا نادرًا للفنان الشعبي الذي حصل على احترام واسع بفضل التزامه بالكلمات النظيفة بعيدًا عن الألفاظ غير اللائقة مما جعله محبوبًا لدى العائلات المصرية كافة. يتميز صوته بالقوة والعمق، إذ كان يصل إلى قلوب الناس دون الحاجة لتقنيات مساندة أو موسيقى معقدة، وهذا ما جعل له حضورًا جماهيريًا كبيرًا في الأماكن العامة والمهرجانات المختلفة. أغنية «كتاب حياتي يا عين» تفوقت على كونها مجرد عمل غنائي لتصبح مأثورة حزينة تتحدث بلغة المشاعر الصادقة التي تلامس قلوب الملايين، ولها مكانة لا تُنسى في أرشيف الأغنية الشعبية.