ارتفاع سعر الفضة مفاجئ.. كيف تفوّق معدن الشيطان على الذهب وأثر على الأسواق العالمية؟
شهدت الفضة خلال العام الحالي ارتفاعًا استثنائيًا في الأسعار، متجاوزةً المعدن الأصفر الذهبي الذي لطالما اعتُبر الملاذ الآمن الأول، وأثبتت الفضة قدرتها على التفوق في عالم المعادن الثمينة. وقد كان هذا الصعود نتيجة طبيعية لتزايد الطلب الصناعي المدفوع بالتحولات التكنولوجية، ونقص المعروض من هذا المعدن النادر.
الارتفاع المستمر لسعر الفضة نتيجة الطلب الصناعي المتزايد
شهدت الفضة طفرة في الأسعار خلال عام 2025 حيث ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 72 دولارًا للأونصة، مع زيادة تفوق 95% خلال خمسة أيام فقط، وارتفاع بنحو 147% منذ بداية العام، ولعل السبب الرئيسي وراء تلك القفزة هو الطلب الصناعي الهائل على الفضة. فقد أدى تطور الذكاء الاصطناعي وزيادة البنية التحتية لمراكز البيانات إلى زيادة استخدام الفضة في الصناعات التكنولوجية، بينما تراجع الإنتاج المعدني بسبب عوامل عدة، ما رفع سعر الفضة بشكل كبير. ويتحدث مراقبون من بنوك دولية عن ضعف المعروض مقابل ارتفاع الطلب العالمي، مما جعل الفضة معدنًا ذا تقلبات حادة لكنه يحافظ على زخم قوي في السوق.
مقارنة بين صعود الفضة والذهب في عام 2025 واستمرارية الطلب
يثير ارتفاع سعر الفضة هذا العام اهتمام المستثمرين الذين يرون في الذهب ملاذًا تقليديًا بينما تفرض الفضة نفسها بسوق مختلف أكثر حساسية للدورة الصناعية ومتطلبات التكنولوجيا الحديثة. ففي حين زاد الذهب بنسبة 72% منذ بداية العام، ارتفعت الفضة بنسبة أكثر من ذلك بكثير. ويعزى هذا إلى أن الفضة لا تُستخدم فقط كملاذ آمن بل كعنصر صناعي أساسي. ويبرز هنا معامل قياس النسبة بين الذهب والفضة، والذي بلغ أدنى مستوياته خلال 25 عامًا، مما يشير إلى أن الفضة مقوّمة بأقل من قيمتها، ويدعم هذا تولد زخم مستدام للفضة نتيجة الطلب الهائل.
العوامل التي أدت إلى تقلص المعروض وزيادة الطلب على الفضة عالمياً
تعكس تقلصات إمدادات الفضة مخاوف مديري المخاطر من التعامل مع المعدن خارج الولايات المتحدة، مما أدى إلى تراجع الكميات المتداولة في الأسواق العالمية، لا سيما في خزائن لندن التي وصلت مخزوناتها إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وتتصاعد أهمية الفضة في دول مثل الهند التي تحتل المرتبة الأولى عالميًا في استهلاك الفضة، إذ تشكل المجوهرات والأدوات المنزلية الطلب الأكبر على المعدن، مع ارتفاع الأسعار في أسواقها بما يقارب 85% خلال عام 2025. وتدعم عوامل مثل التحول إلى السيارات الكهربائية والمدعوم ببطاريات تحتاج إلى كميات أكبر من الفضة نمو الطلب الصناعي، حيث يُستخدم المعدن في نطاقات إنتاج الطاقة المتجددة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر على أسعار الفضة ويجعلها من الأصول الأكثر إشعاعًا في السوق.
| المعدن | نسبة الارتفاع منذ بداية عام 2025 | المستوى القياسي الحالي (دولار/أونصة) |
|---|---|---|
| الفضة | 147% | 72.75 |
| الذهب | 72% | 4555.10 |
- زيادة الطلب الصناعي على الفضة في التكنولوجيا المتقدمة.
- نقص المعروض بسبب تراجع الإنتاج العالمي والمخاوف من تصدير المعدن.
- ارتفاع الاستهلاك في السوق الهندي للمجوهرات والاستخدامات التقليدية.
- توسع استخدام الفضة في البطاريات الصلبة للسيارات الكهربائية.
- تقلص مخزون الفضة في الأسواق العالمية، لا سيما في خزائن لندن.
