تفاؤل وحذر.. هل صعود النفط مؤقت بينما الذهب والفضة يرتفعان والعملات المشفرة تترقب التعافي؟

شهدت أسعار النفط ارتفاعات مؤقتة رغم العوامل التي لا تزال تضغط على السوق، فقد أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الغباري أن هذه الزيادات في أسعار النفط تمثل حالة مؤقتة ومحدودة، ويعود السبب في ذلك إلى الزيادة المستمرة في المعروض العالمي وارتفاع الإنتاج من مصادر متنوعة. هذه الضغوط تستمر في التأثير على السوق رغم بعض التحركات السعرية الجيوسياسية التي أثرت مؤقتًا على السوق.

تأثير العوامل الجيوسياسية على ارتفاعات أسعار النفط المؤقتة

أوضح الغباري أن التوترات الجيوسياسية كانت عاملاً مساعدًا في دعم أسعار النفط لفترة قصيرة، غير أن الاتجاه العام للأسواق يشير إلى استمرار الضغوط السعرية؛ وذلك بسبب زيادة المعروض الذي يحد من قدرة الأسعار على الصعود بشكل دائم. هناك تركيز واضح على توفير مصادر طاقة منخفضة التكلفة، ما يسهم في الحد من معدلات التضخم العالمية، وبالتالي يؤثر على مسار أسعار النفط بشكل مباشر. تلك العوامل مجتمعة تجعل من ارتفاعات أسعار النفط الحالية أحداثًا مؤقتة لا تعكس استقرارًا دائمًا في السوق.

العملات المشفرة بين التحركات التصحيحية وضغوط السياسات النقدية العالمية

فيما يتعلق بالأصول الرقمية، أشار الغباري إلى أن ما يشهده سوق العملات المشفرة من ارتفاعات لاعلاقة له بتعافي حقيقي، بل هو جزء من تصحيح مؤقت بعد موجات هبوط حادة شهدتها تلك الأسواق مؤخرًا. العوامل التي تحد من عودة الزخم إلى العملات الرقمية تشمل تقلص شهية المخاطرة، إضافة إلى تغييرات في سياسات أسعار الفائدة العالمية، وتراجع استراتيجيات التمويل منخفض التكلفة التي كانت تدعم هذه الأصول. يتوقع الغباري أن يتحقق تحول حقيقي في مسار العملات المشفرة فقط إذا شهدت السياسات النقدية العالمية، ولا سيما البنوك المركزية، توجهًا نحو خفض أسعار الفائدة، مما قد يعيد النشاط تدريجيًا إلى الأسواق ذات المخاطر العالية.

الذهب والفضة في الأسواق العالمية: فرص صعود مستمرة مدعومة بشراء المؤسسات والبنوك المركزية

ركز الغباري على أهمية الارتفاعات القياسية التي سجّلها الذهب مؤخرًا، موضحًا أنها ليست نتيجة المضاربات الفردية، بل تعكس موجة شراء مؤسسية ضخمة تقودها البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم. خلال العام الماضي، تجاوزت مشتريات الذهب ألف طن، وهو رقم يفوق المتوسط التاريخي بشكل كبير. هذا الحجم من الشراء يعزز فرص استمرار الاتجاه الصاعد للمعدن الأصفر خلال العام المقبل، مع دعم إضافي يأتي من التوترات الجيوسياسية، ضعف الدولار، وتوقعات خفض أسعار الفائدة.

أما الفضة، فهي تحتل موقعًا مميزًا بين المعادن النفيسة بسبب الطلب الصناعي والاستثماري المتزايد بالإضافة إلى نقص في المعروض. تعتمد الفضة بشكل كبير على الاستخدام في الصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية، مما يجعلها ضمن أكثر المعادن استفادة خلال فترات الأزمات الاقتصادية. يتوقع أن تشهد الفضة موجة صعود قوية خلال المرحلة المقبلة، مما يزيد من جاذبيتها لكل من المستثمرين الصناعيين والمضاربين.

العنصر الكمية / المؤشر التأثير المتوقع
مشتريات الذهب أكثر من 1000 طن (العام الماضي) استمرار الاتجاه الصاعد
التوترات الجيوسياسية مرتفعة دعم أسعار الذهب والفضة
طلب الفضة الصناعي متزايد موجة صعود مرتقبة
تغيرات أسعار الفائدة توقع خفض مستقبلي دعم للأصول عالية المخاطر

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.