انطلاقة قوية.. أسعار الذهب تسجل مستوى قياسي جديد وتحطم كافة الأرقام السابقة

ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد، مستمرًا في تحطيم الأرقام القياسية للسنة الخامسة عشر على التوالي، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض إضافي لأسعار الفائدة الأميركية، مما عزز مكانته كخيار استثماري آمِن. كما شهدت الفضة أيضًا ارتفاعًا غير مسبوق، مسجلة أرقامًا قياسية جديدة في الأسواق العالمية.

تفسير ارتفاع أسعار الذهب والفضة في ظل التوترات الجيوسياسية وآفاق الفائدة

تجاوز سعر الذهب 4480 دولارًا للأونصة لأول مرة، مدعومًا بمكاسب قدرها 2.4% في الجلسة السابقة، وهي أكبر قفزة يومية منذ أكثر من شهر، فيما ارتفعت الفضة إلى مستويات قياسية بنحو 1% لتصل إلى 69.7 دولارًا. هذا الارتفاع يعكس رهانات الأسواق على تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لكلفة الاقتراض خلال العام المقبل، ما سيخلق بيئة منخفضة الفائدة تساهم في زيادة جاذبية المعادن الثمينة التي لا تدر عوائد مباشرة.

العوامل المؤثرة في صعود الذهب كملاذ آمن وسط تضخم مشتريات البنوك المركزية

برز الذهب كملاذ آمن قوي، خاصة مع تفاقم التوترات في فنزويلا وفرض الولايات المتحدة حصارًا على ناقلات النفط، مما زاد من حدة الضغط على حكومة نيكولاس مادورو. واستفاد الذهب من زيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات ضخمة نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالسبائك؛ إذ سجل مكاسب بنسبة 70% هذا العام، مسجلاً أفضل أداء سنوي منذ عام 1979. ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، تعززت الحيازات في الصناديق الاستثمارية تقريبًا طوال الشهور باستثناء شهر مايو.

توقعات 2026 ومستقبل أسعار الذهب والفضة مع استمرار سياسات الترند

تُعتبر السياسات العدوانية التي اتبعها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتحويل هيكلة التجارة العالمية، إضافة إلى تهديد استقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عوامل أساسية في دفع سعر الذهب للارتفاع خلال العام الماضي. وتعافى الذهب سريعًا بعد تباطؤه في أكتوبر، ويظل في موقع يمكنه من مواصلة مراكمة المكاسب في العام المقبل. تحذر توقعات غولدمان ساكس وبنوك أخرى من احتمال وصول أسعار الذهب إلى 4900 دولار للأونصة في 2026، مع وجود مخاطر صعودية مفتوحة، في حين تستمر الفضة في تسجيل أداء مذهل بنمو يصل إلى 140% هذا العام مع تذبذب الإمدادات وارتفاع التداولات المضاربية، والتي ساعدتها على اقتحام الأسواق العالمية بقوة متجددة.