شبح العطش .. هل تؤدي سياسات المياه الخاطئة في طهران إلى أزمة حادة ومخاوف متزايدة؟

تواجه طهران تحديات جمة بسبب الجفاف المستمر الذي يؤثر على نحو 15 مليون نسمة، ما يجعل إمدادات المياه قضية حرجة تستدعي تدخلًا عاجلاً من قبل السلطات. يفاقم هذا الوضع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 96% مقارنةً بالمعدل الطبيعي خلال السنوات الماضية، مما يعرض المدينة لخطر نفاد المياه في المستقبل القريب، وهو ما يُعرف بيوم الصفر.

تأثير الجفاف المستمر على طهران وإدارة المياه كأساس للحفاظ على الموارد

يرتبط جفاف طهران منذ خمس سنوات بسياسات غذائية طهرانية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر زراعة محاصيل مستهلكة للمياه مثل القمح والأرز، في ظل عقوبات اقتصادية وضغوط دولية، ما أدى إلى استنزاف كبير في المياه الجوفية وحصر 90% من استهلاك المياه في مجال الزراعة؛ وهو قطاع يعتمد بشكل كبير على الري بالغمر الذي يتسم بهدر كميات كبيرة من المياه مقارنة بالري بالتنقيط الحديث. لذلك، فإن تحسين إدارة المياه وتبني تقنيات ري أكثر كفاءة يشكلان ركيزة رئيسية لمنع الانهيار الكامل.

كيف يؤثر نقص المياه في طهران على الأمن الغذائي والإمدادات المحلية

مع استمرار أزمة المياه، تتأثر سلسلة الإمدادات الغذائية بشكل متزايد، مما يدفع السلطات إلى إعادة النظر في سياسة الاكتفاء الذاتي التي كانت إحدى سمات النظام الغذائي عقب الثورة الإيرانية عام 1979. حظر استيراد بعض المحاصيل مثل أرز بسمتي من الهند يفاقم الضغوط على المزارعين المحليين، رغم أن بعض المسؤولين، مثل وزير الطاقة عباس علي آبادي، أقروا بضرورة استيراد “المياه الافتراضية” لتعويض نقص الموارد. ويأتي هذا في ظل دور مقلق لاختلال دورات المناخ، حيث تشهد مناطق أخرى حول العالم فيضانات مدمرة تتزامن مع جفاف إيران الحاد، ما يؤكد حجم التأثيرات المتشابكة لتغير المناخ العالمي.

الاحتباس الحراري ودوره في تفاقم أزمة المياه في طهران وأهمية تقليل الانبعاثات الكربونية

يمثل الاحتباس الحراري عاملًا رئيسيًا في زيادة تواتر الجفاف في إيران، حيث بات جفاف عام 2025 المتكرر كل عقد، بدلاً من مرة في القرن كما كان سابقًا؛ وتعد إيران من أكبر الدول المصدرة للانبعاثات الكربونية نظراً لاعتمادها الكبير على النفط والغاز. لذا، يكمن الحل طويل المدى في تقليص هذه الانبعاثات عبر تبني الطاقة المتجددة، والاستفادة من التجارة الدولية في مجال المقايضة مع الصين لتيسير هذا التحول. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين بنية الري وترشيد استهلاك المياه يخفف العبء على الموارد المائية المتاحة ويحمي المدن الكبرى من جفاف قد يصبح لا مفر منه.

العنصر الوضع في طهران المقارنة مع مدن أخرى
نسبة انخفاض هطول الأمطار 96% غير متاحة
العجز في إمدادات المياه للفرد الواحد 29% لاغوس، جاكرتا، مومباي، كلكوتا: أكثر من 50%
استهلاك المياه في الزراعة أكثر من 90% متفاوت حسب المدينة
تقنيات الري السائدة الري بالغمر تتنوع بين ري بالتنقيط وغيره

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة