الين يعاود الصعود .. تحت مراقبة السلطات اليابانية لمستويات متدنية قياسية

ارتفع سعر الصرف للين الياباني في السوق الآسيوية خلال تعاملات يوم الاثنين مقارنة بمجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، مع تعافي جزئي بعد خسائر شهدها يوم الجمعة مُقابل الدولار الأمريكي، حيث بدأ الين يستعيد موقعه من أدنى مستوى سجّله خلال أربعة أسابيع، مدعوماً بعمليات شراء نشطة عقب الانخفاض الحاد، إضافةً إلى تحذيرات مسؤولي الحكومة اليابانية حول احتمالية التدخل في سوق الصرف للحفاظ على استقرار العملة.

تعافي الين الياباني وتأثير تحذيرات المسؤولين على استقرار سعر الصرف

شهد الين ارتفاعاً مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين بعدما واجه تراجعات كبيرة في الجلسة السابقة؛ إذ فتح التداول عند 157.68 ين، وتراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% إلى 157.23 ين، مع تسجيل أعلى سعر عند 157.71 ين، الأمر الذي يعكس عمليات شراء نشطة من المستثمرين على أدنى مستويات العملة خلال الفترة الأخيرة. مع الإشارة إلى أنّ الانخفاض الأسبوع الماضي للين الياباني بلغ 1.2% مقابل الدولار، وهو ثاني خسارة أسبوعية على التوالي نتيجة تقلص احتمالات رفع أسعار الفائدة خلال النصف الأول من العام القادم. جاء هذا التحسن جزئياً نتيجة تحذيرات عدد من كبار المسؤولين اليابانيين، مثل كبير دبلوماسيي العملة “أتسوكي ميمورا” والمتحدث الرسمي باسم الحكومة مينورو كيهارا، الذين عبروا عن قلقهم إزاء تحركات العملة الحادة والمتقلبة، مؤكدين مراقبة السلطات عن كثب للسوق، مع استعداد اتخاذ التدابير الضرورية عند الحاجة لتهدئة التقلبات الشديدة.

قرارات الفائدة اليابانية وتأثيرها على تحركات الين في الأسواق المالية

أعلن البنك المركزي الياباني قبل أيام عن رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثين عاماً، حيث مثل هذا القرار خطوة متوقعة في الأسواق نحو مزيد من التشديد النقدي. رافقت هذه الخطوة تصريحات واضحة تشير إلى استمرار رفع أسعار الفائدة إذا تم تحقيق التوقعات الاقتصادية ومعدلات التضخم. ومع ذلك، أظهرت تصريحات محافظ البنك “كازو أويدا” موقفاً أقل تشدداً مما كان متوقعاً، حيث أشار إلى اتباع نهج مرن مرتبط بالظروف الاقتصادية من خلال دراسة سعر الفائدة المحايد ومدى استجابة الاقتصاد والأسعار للتغيرات. بعد الاجتماع، تراجعت توقعات رفع أسعار الفائدة الإضافية خلال يناير القادم، إذ انخفضت احتمالات اتخاذ قرار جديد إلى أقل من 20%، مع انتظار المستثمرين بيانات التضخم، والبطالة، والأجور لتقييم مسار الفائدة المستقبلية بدقة أكبر.

تحليلات السوق وتوقعات حركة الدولار والين وسط حالة الانتظار

في ظل هذه التطورات، يرى خبراء السوق أن غياب إشارات واضحة من بنك اليابان حد من توقعات زيادة الفائدة، مما أحدث نوعًا من خيبة الأمل بين المستثمرين وأشعل عمليات بيع للين. محلل السوق في آي جي سيدني، توني سيكامور، أشار إلى أن العوائد الحقيقية لا تزال منخفضة بشكل ملحوظ، وهو ما قد يمهد لمزيد من التشديد النقدي مستقبلاً، لكن النقص في الإرشادات الواضحة أدى إلى حالة من الترقب وتقلبات سعرية معتدلة خلال تعاملات اليوم. وفقاً للتحليل الفني، يظهر سعر الدولار مقابل الين توازناً مؤقتاً مع توقع استمرار حركة هادئة قبل صدور بيانات اقتصادية جديدة تعيد صياغة اتجاه السوق.

• الين الياباني يواجه ضغوط متواصلة بفعل ضعف توقعات رفع الفائدة مستقبلاً.
• السلطات اليابانية ترصد تحركات العملة بحذر مع إمكانيات للتدخل في السوق.
• مراقبة بيانات الاقتصاد الكلي الحيوية هي العامل الأساسي لتحديد مسار الفائدة.