ارتفاع قياسي.. الذهب والفضة تحققان مستويات غير مسبوقة وتؤثران على الأسواق العالمية

ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية يوم الاثنين، مستفيدة من ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية وتراجع توقعات التضخم، مما زاد من احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة في يناير المقبل. هذا الارتفاع يظهر كيف يؤثر المناخ الاقتصادي والسياسي على تحركات المعادن النفيسة في الأسواق العالمية.

لماذا ارتفعت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية في الأسواق العالمية؟

شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنحو 1% ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4384.50 دولاراً للأوقية (الأونصة)، في حين زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 4416.30 دولاراً للأوقية؛ ما يعكس تأثير بيانات سوق العمل والقراءات التضخمية الضعيفة التي تقل عن توقعات الخبراء. كما قفزت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 3% لتصل إلى 69.14 دولاراً للأوقية، محطمة بذلك مستويات قياسية جديدة، ويعكس هذا الارتفاع الطلب القوي من المستثمرين كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

تأثير أسعار الفائدة المنخفضة والتوترات الجيوسياسية على ارتفاع أسعار الذهب والفضة

يُعتبر الذهب والأصول التي لا تدر عوائد مثل الفضة من الخيارات المفضلة في أوقات خفض أسعار الفائدة، حيث يتجه المستثمرون نحو حماية أموالهم ضد التضخم ومخاطر الأسواق؛ ما دفع الذهب للارتفاع بنسبة 67% خلال هذا العام بسبب التوترات الجيوسياسية والتجارية، إضافة إلى شراء البنوك المركزية بشكل مكثف. وبالمثل، حققت الفضة نمواً بنسبة 125% منذ بداية العام الحالي، ما يعكس ثقتها كأصل قوي في مواجهة التقلبات الاقتصادية.

الارتفاع القياسي في أسعار المعادن النفيسة الأخرى مع الذهب والفضة

إلى جانب الذهب والفضة، شهدت المعادن النفيسة الأخرى زيادات ملحوظة؛ إذ ارتفع البلاتين بنسبة 2.6% ليبلغ 2028.34 دولاراً للأوقية، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عاماً، كما زاد البلاديوم بنسبة 3.8% ليصل إلى 1772.74 دولاراً للأوقية، وهو أعلى سعر له خلال ما يقارب ثلاثة أعوام؛ ما يعكس تحسناً في الطلب أو تأثير التوترات الاقتصادية العالمية التي تعزز من فرص ارتفاع المعادن كملاذات استثمارية.