تنشيط الحياة القروية.. خطوات فعالة نحو تغيير العقليات وتنمية المستقبل المستدام

أصبح مبدأ “الأربعة معًا” ركيزة أساسية في عمل حرس الحدود بمحافظة كي-آي، حيث يتناول الجنود الطعام مع السكان، ويعيشون ويعملون معهم، ويتحدثون بلغتهم المحلية، ما يعكس عمق الانتماء وروح خدمة الشعب التي تميز هذه القوات على الحدود. يتجسد هذا الأسلوب الفريد في فرقة حرس الحدود التابعة لمحطة بوابة تشا لو الدولية، التي تكرّس جهودها للعمل جنبًا إلى جنب مع سكان قرية كي-آي، من الأقليات العرقية ماي وساش، في حياة يومية تجمع بين العمل والتواصل والتعاون.

تطبيق مبدأ “الأربعة معًا” لتعزيز الانتماء والتواصل في قرية كي-آي

لا يقتصر دور ضباط وجنود فرقة حرس الحدود في كي-آي على مراقبة الحدود وحماية الوطن فحسب؛ بل يمتد ليشمل الاندماج الكامل في حياة السكان المحليين، حيث يقومون بزيارات دورية للمنازل، وينضمون إلى المحادثات البسيطة حول النار، وينشرون المعلومات ويدعمون السكان من خلال توجيهات عملية في جميع جوانب الحياة. تشمل هذه التوجيهات العناية بالحياة اليومية، كتنظيم الشؤون المنزلية، ورعاية الأطفال، مع التركيز أيضًا على تطوير الإنتاج وزيادة فرص سبل العيش المستدامة. هذه المشاركة المستمرة ساهمت في تغيير العادات القديمة تدريجيًا وبناء نمط حياة جديد يتبناه السكان بحماس وثقة.

حقول الأرز المغمورة في كي-آي: مثال متجدد على تحول عقليات سكان الأقليات العرقية

يمثل نجاح نموذج حقول الأرز المغمورة في قرية كي-آي الذي بدأ منذ عام 2013، علامة فارقة في تطور حياة سكان الأقليات ماي وساش، حيث تمكنت القوات الحدودية من تحويل تقنيات الزراعة الشائعة لديهم من الزراعة التقليدية إلى أساليب حديثة أكثر إنتاجية. تغطي هذه الحقول حوالي 5 هكتارات بإنتاجية تصل إلى 4-5 أطنان للهكتار، ما يوفر إمدادات غذائية مستقرة للسكان طوال العام. ويقول الرائد نغوين ثانه ترونغ إن الجنود ظلوا يوجهون السكان خطوة بخطوة، بدءًا من إعداد الأرض وحتى مكافحة الآفات؛ مما دفع الأسر إلى تبني تقنيات جديدة ومهارات زراعية تزيد من الفعالية والكفاءة، معتمدين على حصادين سنويين يسهمان في تحسين معيشتهم والحد من الفقر تدريجيًا.

دور حرس الحدود في بناء قاعدة دعم شعبي مستدام لتطوير المجتمعات الحدودية

تعمل فرق حرس الحدود في بوابة تشا لو الدولية على تعزيز قدرات ضباطهم وجنودهم في التعبئة الجماهيرية من خلال دورات تدريبية مكثفة، تمكّنهم من التواصل بشكل فعّال مع سكان الأقليات العرقية واستيعاب خصوصيات المنطقة. وينسق الحرس بشكل مستمر مع لجان الحزب المحلية والسلطات وشيوخ القرى لتقديم استشارات عملية تعزز تنفيذ سياسات الدولة في حياة الناس بطريقة واضحة وسهلة. هذا التنسيق ساعد بلدية دان هوا على تسجيل نتائج ملموسة في مكافحة الفقر من خلال تحسين وعي السكان، وتنمية مهاراتهم في الإدارة والإنتاج، والمحافظة على ثقافتهم، مع تطوير الخدمات الصحية والتعليمية. وبفضل هذا الدعم المتواصل، تحولت البيوت المتهالكة إلى منازل متينة، وازدهرت الأراضي الزراعية والمواشي، مما يعكس مدى تأثير حرس الحدود كشريك حيوي في مشوار التنمية المستدامة للمنطقة.