موسكو تحذر.. لا مؤشرات على استعداد “الناتو” لتغيير نهج المجابهة مع روسيا في التصعيد الحالي

تؤكد موسكو عدم وجود مؤشرات على استعداد “الناتو” لتغيير نهج المجابهة مع روسيا رغم استمرار الدعوات للحوار المفتوح بين الطرفين، حيث أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن الحلف لم يظهر نية لمراجعة سياسته التصادمية، مما يعكس تعقيدات العلاقات الراهنة.

التوترات الراهنة بين روسيا وحلف الناتو وأثرها على الحوار

أشار ألكسندر غروشكو إلى أن موسكو لم ترَ أي إشارات إيجابية من “الناتو” بشأن تعديل سياسة التصادم التي يتبعها تجاه روسيا؛ وهو ما يعيق استئناف الحوار البناء حول أمن المنطقة، الذي يستند إلى احترام المصالح المتبادلة ومبدأ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة، وحث غروشكو الحلف على إثبات الاستعداد للتواصل الحقيقي مع روسيا، مؤكدًا أن موسكو لم تغلق باب النقاش يومًا، بل إن ألمانيا تتحمل مسؤولية كبيرة في تجميد العلاقات التي تراجعت بشكل ملحوظ منذ عام 2014.

دور “الناتو” في تجميد علاقاته مع روسيا وتأثير الخطوات الأخيرة

تبيّن تصريحات المسؤول الروسي أن قرار “الناتو” في عام 2014 بتعليق جميع قنوات التواصل مع موسكو شكّل نقطة تحول في العلاقات، حيث أغلق الحلف الباب أمام الحوار المستمر والثابت في الظروف المختلفة؛ ما ألقى بظلاله السلبية على عمل البعثة الروسية لدى الحلف، إذ أصبحت مسؤولياتها محدودة بسبب الإجراءات التي فرضتها بروكسل وخنقت دورها، في ظل تصريحات الأمين العام للحلف مارك روته التي وصفت مجلس روسيا-الناتو بأنه “ميت”، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأجواء بين الجانبين.

التحديات الراهنة أمام إعادة بناء الحوار الأمني بين موسكو والناتو

على الرغم من الاحتقان المتزايد بين موسكو و”الناتو” الذي يمتد لأكثر من عشر سنوات، يبقى الحوار الأمني المتبادل فرصة لم تُستغل بعد، حيث تؤكد موسكو أن المبادرة لإحياء النقاشات الأمنية القائمة على حسن النية واحترام المصالح المتبادلة باتت مفقودة، في حين يتحمّل الحلف مسؤولية رئيسية في استمرار هذه الأزمة، التي تحول دون الوصول إلى تفاهمات فعلية تساعد في تحقيق استقرار الأمن الإقليمي.