فيلم «وين ياخذنا الريح».. تجربة فريدة في رحلة اكتشاف الذات وتحدي النفس

شاهد جمهور مهرجان أيام قرطاج السينمائي فيلم «وين ياخذنا الريح» للمخرجة التونسية آمال قلاتي، وهو عمل درامي يعكس رحلة الهروب واكتشاف الذات لدى الشباب، إذ تكمن قوة الفيلم في توظيفه ذكيًا لمفهوم الرحلة كرمز للتحرر من قيد الواقع.

رحلة الهروب واكتشاف الذات في فيلم «وين ياخذنا الريح»

تدور أحداث فيلم «وين ياخذنا الريح» حول عليسة، فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، تتميز بعنادها وتمردها على الضغوط الاجتماعية التي تحاول تشويه حريتها، بينما يقف إلى جانبها مهدي، شاب ثلاثيني خجول يحمل في قلبه أحلامًا كثيرة ويجد في صحبتها متنفسًا من ضغوط الحياة اليومية، حيث يتعانقان بالتخيل والهروب بعيدًا عن واقعهما الصعب. ويؤدي عثورهم على فرصة عبر مسابقة فرصة للإبحار، ليبدأوا رحلة مثيرة إلى جزيرة جربة، متجاوزين خلال طريقهما عقبات عدة، تحمل بين مواقفها تأملات عميقة عن الحرية والحلم والرحيل. عنوان الفيلم «وين ياخذنا الريح» يلخص حالة التيه التي ترافق البحث الدائم عن الذات وما بعد الهروب.

نجاحات وتميز فيلم «وين ياخذنا الريح» في المهرجانات العربية والعالمية

حظي فيلم «وين ياخذنا الريح» بإشادات واسعة بعد مشاركته في عدة مهرجانات عالمية وعربية، منها مهرجان صندانس السينمائي في مالطا 2025، حيث حصل على جائزة «النحلة الذهبية» لأفضل فيلم طويل، إضافة إلى نيله جائزة أفضل فيلم عربي روائي في مهرجان الجونة السينمائي للدورة الثامنة، كما توج في مهرجان تورونتو للسينما العربية بجائزة أفضل فيلم روائي. هذا النجاح المتميز يعكس جودة المضمون وروعة الأداء التمثيلي، الذي قاده كل من آية بالآغا وسليم بفار وسندس بالحسن، إلى جانب لبنى نعمان ومحمد قريع وسوسن معالج، فيما عبر سليم بفار عن فخره الكبير بعرض الفيلم أمام جمهور تونس المكتظ، معتبراً ذلك مكافأة مستحقة على جهود فريق العمل.

مهرجان أيام قرطاج السينمائية وبرنامج الأفلام الروائية الطويلة

تونس تمثل بقوة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بثلاثة أفلام، من بينها «وين ياخذنا الريح» لآمال قلاتي، إلى جانب أعمال أخرى مثل «سماء بلا أرض» لأريج السحيري و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية، إلى جانب مشاركة دول من أفريقيا والشرق الأوسط. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فتشارك تونس بأفلام «الكنّة» و«زرّيعتنا» و«فوق التل»، ويتنافس في قسم الأفلام القصيرة عدة دول من لبنان ومصر وتونس وغيرها. المهرجان الذي تأسس عام 1966 يعد من أعرق التظاهرات السينمائية بالمنطقة، وتحول إلى حدث سنوي يجمع صناع السينما من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالإبداع السينمائي العربي والعالمي.