طقس السوق .. أزمة الطماطم تشهد نقصًا حادًا وتحذيرات من ارتفاع الأسعار المفاجئ

أزمة الطماطم تلوح في الأفق بقوة وسط توقعات بنقص حاد في المعروض وحدوث ارتفاع ملحوظ في الأسعار، بسبب تراجع الإنتاج نتيجة إهمال المحصول خلال الفترة الماضية وتدهور الأحوال الزراعية، مما يهدد الأسواق المحلية خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الطلب على الطماطم.

أسباب أزمة الطماطم في الأسواق وتأثيرها على الإنتاج الزراعي

يرجع السبب الرئيسي لأزمة الطماطم في الأسواق إلى امتناع عدد كبير من الفلاحين عن العناية بالمحصول خلال الأشهر الماضية، نتيجة تراجع الأسعار وانهيارها بشكل متواصل لعدة أشهر متتالية. وقال عصمت أبو ضيف، تاجر في سوق العبور، إن هذا الانخفاض الحاد في الأسعار أجبر المزارعين على تقليل إنفاقهم على مستلزمات الزراعة الضرورية مثل المبيدات لمكافحة الحشرات وسوسة الزرع، الأمر الذي تسبب في تضرر مساحات واسعة من المزروعات وتراجع إنتاج الطماطم بصورة واضحة.

خسائر الفلاحين وأسعار الطماطم وانعكاسها على المعروض في السوق

وفقًا لتصريحات التاجر عصمت أبو ضيف، كانت أسعار الطماطم تُباع بالجملة بأسعار تتراوح بين 60 و80 جنيهًا، لكن تكلفة الجمع والنقل والعمولات تصل إلى حوالي 40 جنيهًا، ما يجعل صافي الربح ضعيفًا للغاية ولا يغطي حتى نفقات الزراعة. هذا الواقع دفع المزارعين لترك العناية بالمحصول أو تقليلها، خاصة مع تقلبات الطقس واقتراب فصل الشتاء، وهو ما أدى إلى نقص ملحوظ في كمية الطماطم المعروضة في الأسواق المحلية.

دعوات لتخزين الطماطم تحسبًا لارتفاع الأسعار وتفاقم أزمة المحصول الشتوية

مع تفاقم أزمة الطماطم، حث تاجر سوق العبور عصمت أبو ضيف المواطنين على البدء في تخزين الطماطم خلال هذه الفترة، تحسبًا لموجة ارتفاع أسعار الطماطم التي من المرجح أن تستمر في الأسابيع القادمة. حيث كتب عبر فيسبوك: “خزنوا طماطم.. الأيام الجاية غير مستقرة.. صلص شويه وشيلهم لوقت عوزة”، في إشارة واضحة إلى اشتداد الأزمة بسبب تناقص المعروض بشكل أكبر مع حلول موسم الشتاء وتأثير انخفاض درجات الحرارة على جودة وكمية الإنتاج. ويُتوقع أن يؤدي فشل موسم إسنا الزراعي إلى تسجيل أسعار تاريخية للطماطم قريبًا.

تعكس أزمة الطماطم خللاً واضحًا في منظومة الزراعة والتسعير، إذ يؤدي الانخفاض المستمر في الأسعار إلى عزوف المزارعين عن الإنتاج، ما ينتج عنه لاحقًا نقص حاد في المعروض وحدوث قفزات سعرية يتحملها المستهلك. وبما أن الطماطم تعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تعتمد عليها معظم الأسر في غذائها اليومي، فإن أي خلل يؤثر على إنتاجها ينعكس مباشرة على الأسواق بشكل سريع وواضح.