توازن السوق الجديد.. انخفاض التضخم الأمريكي يدفع أسعار الذهب للانخفاض ويجذب المستثمرين بقوة

انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة بعدما أظهرت بيانات التضخم الأمريكية أرقامًا أقل من التوقعات، مما أثر على جاذبية الذهب كوسيلة لتحوط التضخم؛ إذ أدى ارتفاع الدولار إلى مزيد من الضغوط على سعر الذهب في التداولات الفورية عند المستويات الحالية.

تأثير بيانات التضخم الأمريكية على حركة أسعار الذهب وتراجع المعدن النفيس

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا في التداولات الفورية بنسبة تقارب 0.3% ليصل السعر إلى 4318.19 دولارًا للأوقية، لكنه ما زال متجهًا لتحقيق مكاسب أسبوعية بحوالى 0.4%، في حين تراجعت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 0.4% لتسجل 4346.60 دولارًا للأوقية، مما يعكس تأثير بيانات أسعار المستهلكين التي سجلت ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.7% في نوفمبر، أقل من التوقعات التي كانت عند 3.1%، وهذا يخفف من الضغط المتوقع لرفع أسعار الذهب كأداة للتأمين ضد التضخم.

دور الدولار وتأثيره على تحركات أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

استقر مؤشر الدولار عند مستويات مرتفعة خلال أسبوع، ما جعل المعادن التي تُسعر بالعملة الأمريكية أشد تكلفة للمشترين بحيازات عملات أخرى، مما تسبب في انخفاض أسعار الفضة، البلاديوم، والبلاتين؛ حيث تراجعت الفضة الفورية نحو 0.5% مسجلة 65.10 دولارًا للأوقية، رغم توجهها لتحقيق مكاسب أسبوعية تُقدر بـ5% بعد بلوغها أعلى مستوى تاريخي عند 66.88 دولارًا، بينما هبط البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1677.68 دولارًا عقب تحقيق أقصى ارتفاع منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذي بقي فيه البلاتين مستقرًا عند 1924.59 دولارًا مع ارتفاع بسيط بنسبة 0.5%.

توقعات ارتفاع أسعار الذهب مستقبليًا مع التغيرات في سوق المعدن النفيس العالمي

تشير تحليلات مؤسسة جولدمان ساكس إلى احتمال ارتفاع أسعار الذهب بنسبة قد تصل إلى 14% لتبلغ 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026 في السيناريو الأساسي؛ ويُعزى ذلك إلى توسع قاعدة المستثمرين لتشمل الأفراد، مما يزيد الطلب على المعدن ويعزز ارتفاع الأسعار. كما تشير العقود الآجلة للفائدة إلى احتمالات ضعيفة لخفض معدلات الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم يناير، وهو ما قد يرفع من دعائم أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

تستمر الفضة في تحقيق مكاسب سنوية كبيرة بنحو 125% منذ بداية العام، متفوقة على الذهب الذي سجل ارتفاعًا نسبته 65%، وهو ما يبين توجه المستثمرين نحو المعادن النفيسة في ظل التقلبات والتحديات الاقتصادية العالمية؛ وبالتالي، تبقى أسعار الذهب متأثرة ارتباطًا وثيقًا بأسعار صرف الدولار ومستويات التضخم العالمية، مع توقع نمو تدريجي في القيمة مستقبلًا في ظل الظروف الراهنة للسوق.