تراجع أسعار الذهب والفضة .. الدولار القوي يضغط على المعادن القياسية ويعيد التوازن للسوق

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا يوم الجمعة بعد وصولها إلى مستوى قياسي جديد الخميس، وسط تعزز الدولار الأمريكي وصدور بيانات تضخم أقل من التوقعات في الولايات المتحدة، مما قلل من جاذبية الذهب كأداة تحوطية ضد التضخم. سجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 4319.07 دولار للأوقية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بمقدار 0.4% إلى 4346.70 دولارًا، وفقًا لتقارير شبكة (سي إن بي سي).

تحليل أسباب تراجع أسعار الذهب وسط تقلبات الدولار والتضخم

كان تراجع أسعار الذهب مرتبطًا بقوة الدولار الأمريكي، الذي استقر قرب أعلى مستوياته خلال الأسبوع، الأمر الذي يزيد من تكلفة الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ويشكل ضغطًا على الطلب العالمي. بيانات التضخم في الولايات المتحدة أظهرت ارتفاعًا أقل من المتوقع، ما قلل من الحاجة إلى الذهب كملاذ آمن أو تحوط من التضخم، وبذلك انخفض الطلب عليه بشكل ملحوظ، مما ساهم في تراجع الأسعار لهذا المعدن النفيس.

مقارنة أداء الذهب والفضة خلال العام وتأثيره على السوق

في وقت تراجع الذهب، شهدت الفضة أيضًا هبوطًا في أسعارها بمقدار 1% في المعاملات الفورية إلى 64.79 دولار للأوقية، بعد أن سجلت أعلى مستوى تاريخي عند 66.88 دولار في يوم الأربعاء. رغم هذا التراجع الأخير، حققت الفضة صعودًا قويًا بنحو 125% منذ بداية العام، متفوقة بذلك على الذهب الذي سجل ارتفاعًا سنويًا بنسبة نحو 65%، مما يوضح تفضيل المستثمرين للفضة في فترات الارتفاع الاقتصادي والتقلبات السوقية الشديدة.

الآفاق المستقبلية للمعادن النفيسة وتأثيرها على الاستثمار في الذهب

لم تقتصر التغيرات على الذهب والفضة فقط، بل ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1924.59 دولار للأوقية بعد تسجيلها أعلى مستوى خلال 17 عامًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1677.68 دولار بعد وصوله إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات مؤخرًا. أداء المعادن النفيسة القوي هذا العام يشير إلى إمكانية تسجيل الذهب والفضة أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979، ما يدل على استمرار تقلبات السوق وتأثيرها المستمر على خيارات المستثمرين وقراراتهم المتعلقة بالذهب والمعادن الثمينة الأخرى.