انهيار غير مسبوق .. فجوة صادمة بـ300% في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء وصعود الدولار إلى 1633 ريالًا
انهيار سعر الدولار في اليمن يشكل أزمة حادة تهدد استقرار الرواتب وقوة الشراء بشكل مباشر، حيث تتعمق الفجوة بين المناطق الاقتصادية وتزداد معاناة الأسر في ظل تباين كبير في قيمة العملة الوطنية بين عدن وصنعاء، ما يدفع المئات إلى مواجهة ضبابية مالية مستمرة وسط هذا التدهور.
كيف يؤثر انهيار سعر الدولار في اليمن على الرواتب وقوتها الشرائية اليومية
مع الارتفاع الحاد لسعر الدولار في السوق السوداء، تُصبح رواتب الموظفين في اليمن غير كافية لتلبية حاجاتهم الأساسية؛ فالفارق الهائل بين سعر الدولار في عدن وصنعاء يصل إلى 204%، وهذا يعني أن دخل الموظف في صنعاء يعادل أقل من ثلث الدخل في عدن، وهو تراجع يأكل من قدرة آلاف العائلات على توفير احتياجات حياتهم. في هذا السياق، يروي أحمد المحويتي موظف حكومي من تعز معاناة كبيرة نتيجة فقدان القدرة على تغطية نفقات أبنائه الثلاثة، حيث أصبحت الطوابير أمام مكاتب الصرافة مشهداً يومياً يعكس تفشي الفقر والقلق بسبب نفاد العملة الوطنية وتدهور قيمتها.
الأسباب الحقيقية وراء انهيار سعر الدولار في اليمن وانقسام البنك المركزي وتأثيره الاقتصادي
يرجع الانهيار الحاد لسعر الدولار في اليمن بشكل رئيسي إلى الانقسام الذي أصاب البنك المركزي بين صنعاء وعدن، مما أدى إلى تضعضع الاحتياطيات النقدية التي كانت تحاول دعم الريال اليمني، وهو ما يشبه سقوط دومينو التداعيات الاقتصادية المتتالية. وحذر الدكتور محمد الأكوع المختص بالشؤون النقدية من أن هذه الأزمة غير مسبوقة منذ الوحدة عام 1990، مؤكداً أن فقدان قيمة العملة الوطنية بالكامل وارد للغاية إذا لم تتخذ السلطات خطوات عاجلة خلال شهر واحد فقط. يتسبب هذا الوضع في تفاقم مشاكل الفقر والبطالة، كما يجتاح مختلف قطاعات الحياة ليزيد الأعباء الاقتصادية على المواطنين بشكل متسارع.
المخاطر الاجتماعية والاقتصادية لتدهور سعر الدولار في اليمن والتداعيات على الحياة المعيشية
تنعكس تداعيات انهيار سعر الدولار على تفاصيل الحياة اليومية بشدة، حيث اضطرت العديد من الأسر لتخفيض وجبات الطعام إلى وجبة واحدة يومياً، في حين غادر آلاف الطلاب مقاعد الدراسة إجبارياً بحثاً عن فرصة عمل تدر عليهم دخلاً بالعملة الصعبة. ازدادت معدلات الهجرة الجماعية، لذلك يحمل المواطنون أعباء صراع سياسي لا دخل لهم فيه. تروي سارة الحداد، موظفة في صرافة، قصصاً مأساوية عن رجال يبكون وهم يحملون حقائب مليئة بالأوراق النقدية التي فقدت تقريباً كل قيمتها، وكل ذلك في ظل تراجع حاد للقطاعات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية. ينادي الخبراء بضرورة التحول السريع إلى التعامل بالذهب والعملات الأجنبية، حفاظاً على الأفراد من المزيد من الأضرار الناجمة عن انهيار الريال اليمني ومخاطر فقدان العملة الموحدة.
| المدينة | سعر الدولار الأمريكي (ريال يمني) | نسبة الفرق (%) |
|---|---|---|
| عدن | 1633 | — |
| صنعاء | 540 | 204% |
