أسواق متقلبة.. أسعار النفط تستقر وسط ترقب لعقوبات أمريكية محتملة وحصار ناقلات فنزويلية

ارتفع الدولار قليلاً مقابل العملات الرئيسية يوم الخميس مع ترقب الأسواق لقرارات البنوك المركزية في بريطانيا وأوروبا واليابان، ما ساهم في تحركات ملحوظة على أسعار الصرف العالمية. برز الضغط على الجنيه الإسترليني إثر تراجع حاد ومفاجئ في بيانات التضخم البريطانية، مما زاد من التوقعات بإمكانية خفض سعر الفائدة من بنك إنجلترا. بالمقابل، قيد الين الياباني خسائره بعد توقعات برفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان لأعلى مستوى منذ 30 عاماً.

تأثير قرارات البنوك المركزية على سوق العملات ودور الدولار

يبني مؤشر الدولار قوته مقابل سلة من العملات التي تشمل الين واليورو، مرتفعاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 98.55 نقطة بعد ارتفاع مماثل في الجلسة السابقة؛ بينما تراجع الين بنسبة 0.1% إلى 155.85 ين للدولار، مواصلاً انخفاضه الذي بلغ 0.6% في الجلسة السابقة. أما اليورو فهبط بنسبة 0.2% إلى 1.1718 دولار، والجنيه الإسترليني انخفض إلى 1.3348 دولار عقب تراجعه بنسبة 0.4% في السابق؛ مما يعكس تداعيات القرارات النقدية المنتظرة وتأثيرها على العملات الرئيسية وسط ظروف اقتصادية غير مستقرة.

توقعات خفض سعر الفائدة في بريطانيا وتأثيره على الجنيه الإسترليني

أدى تراجع بيانات التضخم البريطانية بشكل غير متوقع لشهر نوفمبر إلى تدعيم التسعير في أسواق العقود الآجلة لاحتمال يقارب 100% بخصوص خفض بنك إنجلترا لسعر الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الخميس. في الوقت نفسه، تشير توقعات البنك المركزي الأوروبي إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير مع قلة الرغبة في تعديلها على المدى القريب، بينما أكد خبراء أن خفض الفائدة من بنك إنجلترا بات أمراً محسوماً، مع توقع ضعف واضح في الجنيه الإسترليني عقب الإعلان الرسمي، خصوصاً في ظل الضغوط الناتجة عن بيانات التضخم المتذبذبة.

تحركات أسعار الفائدة في آسيا وأمريكا وأثرها على الأسواق المالية

ينتظر بنك اليابان رفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.5% إلى 0.75% بفضل استمرار التضخم فوق هدف البنك البالغ 2%، مع توقعات بإجراء رفعين خلال عام 2026 لمواجهة معدلات الفائدة الحقيقية السالبة. ويرى محللون أن نبرة البنك الياباني المستقبلية ربما لا تكون متشددة، مما قد يسبب ضعفاً مؤقتاً للين. في الولايات المتحدة، يتواصل الغموض حول توقيت خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة، مصحوباً بخلافات بين مسؤولي البنك مثل كريستوفر والر ورافائيل بوستيك، وسط تصريحات الرئيس الأميركي ترامب التي ترجح تعيين رئيس جديد يؤيد خفض الفائدة بشكل كبير.

تتباين استراتيجيات البنوك المركزية حول العالم بناءً على التغيرات الاقتصادية واختلاف مؤشرات التضخم، وبينما يترقب المستثمرون تداعيات هذه التغييرات على العملات والعوائد، يبقى الدولار محط تركيز مع تحركات متقلبة مرتبطة بتقديرات السوق لمسارات الفائدة المقبلة والتدخلات السياسة المحتملة.