توقعات هادئة .. استقرار أسعار الذهب عقب صدور بيانات الوظائف الأمريكية يعزز السوق

استقرت أسعار الذهب بعد خمسة أيام متتالية من الارتفاعات، في ظل محاولة المستثمرين تقييم البيانات الاقتصادية الحديثة التي أظهرت تباطؤًا ملحوظًا في سوق العمل الأمريكي، مستمرة بذلك وتيرة خسائرها المحدودة.

تأثير بيانات سوق العمل على أسعار الذهب والتقلبات الأخيرة

أظهرت تقارير مكتب إحصاءات العمل تراجع نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال نوفمبر، مع ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له خلال الأربع سنوات الماضية، ما زاد من حالة الترقب في الأسواق، كما نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، وقد انعكس ذلك على حركة أسعار الذهب حيث استقرت عند 4309 دولارات للأونصة في تعاملات الأربعاء، متراجعة عن ذروتها القياسية التي سجلها أكتوبر الماضي عند 4381 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت الفضة بنسبة 0.5%، في حين شهد كل من البلاتينوم والبلاديوم ارتفاعًا طفيفًا، ما يعكس تباينًا في تحركات المعادن النفيسة.

تقييم التحركات المحتملة للاحتياطي الفدرالي وأثرها على أسعار الذهب

رفض المتداولون زيادة توقعاتهم حول المزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفدرالي على المدى القريب، حيث يرجح المراقبون تجاهل البنك المركزي الأميركي لتأثير بيانات الوظائف الحالية بسبب الإرباكات المرافقة لإغلاق الحكومة الأميركية؛ فقد قدر المستثمرون فرصة تخفيض سعر الفائدة في يناير بنسبة 20% فقط، وتبرز أهمية أسعار الفائدة المنخفضة كعامل داعم لأسعار الذهب التي لا تدر عائدًا فائدة، بينما يتجه المستثمرون لترقب بيانات التضخم القادمة وملاحظات مسؤولي الفدرالي الأميركي بحلول نهاية الأسبوع للتحقّق من انعكاس تلك المؤشرات على سياسات البنك مستقبلاً.

مكاسب الذهب والفضة ودور التدفقات الاستثمارية في دعم السوق

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا تجاوز 60% منذ مطلع العام الحالي، بينما سجلت أسعار الفضة تضاعفًا في القيمة، مما يضعهما على طريق تحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 1979؛ وتعزز هذا الأداء بفعل مشتريات البنوك المركزية المستمرة، إضافة إلى التدفق الكبير نحو الصناديق المدعومة بالذهب، التي أظهرت نموًا شهريًا ثابتًا طوال العام باستثناء شهر مايو، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي، مما يعكس ثقة المستثمرين بالمعادن النفيسة كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية.